ثقافة و فن

لطفي عاشور : ''الذراري الحمر'' قصة ناس و"وجيعة"

 أكد مخرج فيلم "الذراري الحمر" لطفي عاشور التزامه بسينما تلامس الواقع من خلال قصص إنسانية نابضة من عمق المجتمع التونسي.

وأكّد عاشور في حوار مع سامي بالنور في برنامج "Antibiotique_Plus''  أن الفيلم لاقى صدى استثنائيًا في عروضه الدولية، مشيرًا إلى أن التفاعل الجماهيري كان أكبر من المتوقع ، قائلا "عملنا صدى خارق للعادة، مش خاطر أنا مخرج الفيلم، أما خاطر الحكاية شدت الناس وين ما كانوا… من كندا لآسيا لباريس". 
كما أبرز أن جائزة الجمهور كان لها وقع خاص، لأنها تثبت أن القصص التونسية قادرة على ملامسة وجدان الناس في العالم عندما تُروى بصدق وإنسانية.
الفيلم الذي يمزج بين السياسي والإنساني من خلال نظرة طفل صغير، تمكّن من تحقيق نجاحات كبرى، أبرزها تتويجه بـ جائزتي اليسر الذهبي لأفضل فيلم طويل وجائزة أفضل إخراج ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إلى جانب فوزه بـ التانيت الذهبي في الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية.
عاشور أكد أن هذه الجوائز لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة لعمل جماعي دؤوب استمر سنتين بين ولايتي الكاف والقصرين، في ظروف صعبة ولكن بإصرار كبير قائلا "ما تنازلنا على حتى شي، حتى في 40 درجة سخانة".
وأشار أيضًا إلى الجهد المبذول في إشراك الأهالي، خاصة في القصرين، حيث تم تنظيم أول عرض للفيلم بمشاركة سكان المنطقة: "جبنا الناس من الجبال بالحافلات، خاطر الفيلم متاعهم، ليهم هوما".
وشدد عاشور على أهمية العلاقة التي بُنيت مع الناس في مواقع التصوير، خاصة في تاجروين: "وقت كملنا التصوير، الناس بكات، ولات صداقات حقيقية".
من جانب آخر، تحدّث عن التوزيع الدولي للفيلم، مؤكدًا أنه سيُعرض في القاعات التونسية ابتداءً من 23 أفريل، ثم في أهم قاعة سينما بباريس يوم 7 ماي، حيث لاقى العمل تقديرًا كبيرًا من النقاد الفرنسيين. وأكد عاشور أنه ضد الدبلجة، معتبرًا أن "اللغة جزء من روح الفيلم، والفيلم بالتونسي مع ترجمة فرنسية".
وختم اللقاء بالإشارة إلى مشروعه القادم، الذي سيواصل من خلاله توثيق الواقع التونسي انطلاقًا من حادثة حقيقية، بأسلوبه الإنساني المميّز: "ديما الي يهمني هو الإنسان… وهذا جاي من المسرح".