أثار الفيديو الذي نشرته وزارة النقل التونسية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل ، بمناسبة استقبال الدفعة الثانية من الحافلات الصينية، موجة واسعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره العديد من المتابعين مبالغًا فيه ومثيرًا للسخرية.
الفيديو أظهر مشاهد احتفالية غير معتادة، شملت زغاريد نسائية، هتافات أطفال، وحتى إشعال البخور داخل إحدى الحافلات، في مشهد وصفه البعض بـ"الفولكلوري" وآخرون بـ"البروباغندا" التي لا تتناسب مع طبيعة الحدث.
وما أثار استياءً إضافيًا هو ظهور عدد من الأطفال وهم يصرخون فرحًا داخل الحافلات، حيث رأى نشطاء أن في ذلك استغلالًا واضحًا للأطفال في الدعاية السياسية، وهو ما يُعد مرفوضًا أخلاقيًا ومخالفًا لمبادئ حماية الطفولة. ودعوا إلى احترام حق الطفل في عدم الزج به في الحملات الاتصالية، سواء كانت رسمية أو ذات طابع رمزي أو سياسي.
ويرى عدد من المعلّقين أن هذه المشاهد لا تعكس حجم التحديات الحقيقية التي يعيشها قطاع النقل العمومي، مطالبين الوزارة باعتماد خطاب واقعي وشفاف يُترجم التزامًا ملموسًا بتحسين خدمات النقل العمومي، التي يستخدمها يوميًا أكثر من مليون تونسي.
ويشتكي المواطنون منذ سنوات من مشاكل متراكمة في هذا القطاع، على غرار التأخير، الاكتظاظ، سوء الصيانة، وتهالك الأسطول، في ظل غياب استراتيجية واضحة ومستدامة للإصلاح.