بعد رحلة حافلة بالتكريمات والجوائز في أرقى المهرجانات العربية والدولية، وصل الفيلم التونسي "الذراري الحمر" للمخرج لطفي عاشور إلى جمهور أوسع، حيث أصبح متاحًا على منصة نتفليكس العالمية، فاتحًا بذلك نافذة جديدة للسينما التونسية على العالم.
الفيلم الذي يستند إلى قصة واقعية مؤلمة عاشتها تونس سنة 2015، مستلهمة من مأساة الراعي الصغير مبروك السلطاني الذي اغتيل بطريقة وحشية على يد إرهابيين في جبل المغيلة، يقدّم معالجة سينمائية جريئة ومؤثرة لواحدة من أحلك صفحات الذاكرة الجماعية.
على مدى 100 دقيقة، يروي الفيلم قصة طفل صغير يُجبر على مشاهدة ابن عمه يُذبح، ويُكلّف لاحقًا بحمل رأسه، في مشهد يصعب محوه من الذاكرة. من خلال هذا السرد الصادم، يطرح "الذراري الحمر" أسئلة جوهرية حول البراءة المهدورة، وهمجية الإرهاب، والهامش المنسي في جغرافيا العنف.
و قد أحرز فيلم "الذراري الحمر" العديد من الجوائز أبرزها:
- اليسر الذهبي لأفضل فيلم طويل واليسر الفضي لأفضل إخراج في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
- التانيت الذهبي وجائزة الجمهور في أيام قرطاج السينمائية
- جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم في مهرجان عمّان السينمائي، إلى جانب جائزة أفضل ممثل للممثل علي هلالي
- أفضل إخراج وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان مالمو للسينما العربية
- أفضل فيلم في مهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور ببلجيكا
- تنويه خاص من مهرجان سينما البحر المتوسط ببروكسل
و تألق في بطولة الفيلم علي الهلالي وياسين سمعوني، بأداء إنساني عميق ومؤلم، جسّد واقع الطفولة في بيئات مهمّشة تطحنها الهشاشة والخوف والعنف. وقد نجح لطفي عاشور في خلق توازن بين الرمزية الفنية والطرح المباشر، ليحوّل القصة من مجرد مأساة إلى شهادة سينمائية صادقة.
وبفضل عرضه على نتفليكس، يصبح "الذراري الحمر" متاحًا لجمهور عالمي، في خطوة تُكرّس الحضور المتصاعد للسينما التونسية والعربية على الساحة الدولية، وتمنح العمل فرصة لطرح قضاياه على نطاق أوسع.