نظّمت كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس بالتعاون مع الجمعية التونسية للقانون الدستوري، يومًا تأبينيًا للراحل شوقي قدّاس، بحضور أفراد عائلته وزملائه وأصدقائه ووجوه أكاديمية وحقوقية بارزة.
وقد أعلن عميد الكلية وحيد فرشيشي، في كلمة الافتتاح، أنّ السنة الجامعية 2025-2026 ستحمل اسم الفقيد تخليدًا لذكراه، فيما تعهّدت عائلته ببعث مركز شوقي قدّاس للبحث الرقمي، مواصلةً لمسيرته العلمية وإسهاماته في الدفاع عن الحقوق الرقمية وحماية المعطيات الشخصية كما تمّ بالمناسبة تدشين قاعة تحمل اسمه داخل الكلية، اعترافًا بما قدّمه من عطاء أكاديمي وإنساني.
على امتداد ساعات، تعاقبت الكلمات والشهادات التي استحضرت مسيرة رجلٍ استثنائي، عُرف بابتسامته التي لم تفارقه، وكرمه الذي جمع الأصدقاء والطلبة على حد سواء.
و في كلمتها، قالت الأستاذة سلسبيل القليبي، رئيسة الجمعية التونسية للقانون الدستوري، إلى أنّ الفقيد "أحيا هذه الفضاءات الجامعية التي ظلّت جزءًا من كيانه"، فيما اعتبرت الأستاذة نائلة شعبان أنّه كان "زميلًا وصديقًا وفيًا لأكثر من أربعين عامًا".
زملاؤه وأصدقاؤه أجمعوا على خصاله، أهمها التفاؤل، السخاء والبساطة مؤكدين أنّه كان من الأوائل الذين بشّروا بأهمية المجال الرقمي في الوسط الجامعي، ودفع بالكثيرين إلى التعمّق في ثقافة حماية المعطيات الشخصية. شهادات أخرى، من أساتذة وحقوقيين، أضاءت مسيرته المهنية، سواء في الكلية أو في رئاسته السابقة للهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية.
وفي ختام اليوم التأبيني، كان لعائلة الراحل كلمة مؤثّرة ألقاها ابنه يوسف باسم والدته السيدة منجية بن منصور وزوجته الأستاذة سلوى الحمروي، عبّرت من خلالها عن امتنانها للطواقم الطبية التي رافقته في أيامه الأخيرة، وللزملاء والأصدقاء الذين ساندوا العائلة في محنتها.
هكذا، جسّدت الكلية والجمعية وأصدقاؤه معنى الوفاء لرجل عاش للجامعة والطلبة، تاركًا إرثًا علميًا وإنسانيًا سيبقى شاهدًا على مسيرة لا تُنسى.