طالب أمير قطر تميم بن حمد، الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة، باتخاذ إجراءات حازمة ضد إسرائيل بعد هجومها الأخير على أراضي بلاده قبل نحو أسبوع.
وخلال كلمته أمام القمة، قال الأمير: «تعرضت عاصمة بلادي لاعتداء غادر استهدف مسكناً تقيم فيه عائلات قادة حركة حماس ووفدها المفاوض». وأضاف: «حين وقع هذا الاعتداء، كانت قيادة حماس بصدد دراسة اقتراح أمريكي تسلمته من قطر ومصر».
وشدد على أن استهداف أي طرف تفاوضي بشكل منهجي يعادل محاولة لإفشال المفاوضات، مستهجناً سلوك إسرائيل بقوله: «إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس، فلماذا تفاوضها؟ إنها تهدف لإجهاض جهود السلام».
ولم يخف الأمير تميم انتقاده لرؤية رئيس وزراء إسرائيل في المنطقة، مؤكداً: «يحلم بأن تكون المنطقة منطقة نفوذ إسرائيلي، وهذا وهم كبير، ولن تمر مخططاته». وطالب القادة المشاركين بـ«اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل»، مؤكداً أن قبول الأخيرة بمبادرة السلام العربية كان سيوفر على المنطقة الكثير من المآسي.
وبخصوص اعتداءات إسرائيل على سوريا، أكد الأمير أن تل أبيب تسعى لتقسيم البلاد، لكنه استدرك: ''مخططاتها لن تمر''.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، كثفت إسرائيل غاراتها على الأراضي السورية، وأعلنت انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، فيما أكدت دمشق التزامها بالاتفاقية ورفضها للانتهاكات الإسرائيلية.
أما بالنسبة لغزة، فقد وصف الأمير الوضع بأنه تحوّل إلى إبادة جماعية، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر 2023 وبدعم أمريكي، تسبب في مقتل 64,905 فلسطينياً وإصابة 164,926 آخرين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، فيما أدت المجاعة إلى وفاة 425 فلسطينياً إضافياً بينهم 145 طفلاً.
وانطلقت القمة الطارئة بالدوحة بمشاركة زعماء ومسؤولين من 57 دولة، وسط تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطر، الذي نفذه الاحتلال الثلاثاء الماضي مستهدفاً قيادة حركة حماس بالدوحة، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر الأمن الداخلي القطري، فيما نجى وفد الحركة المفاوض بقيادة خليل الحيّة، مع مقتل مدير مكتبه جهاد لبد وابنه همام وعدد من المرافقين.
وأثارت هذه الاعتداءات إدانات عربية ودولية واسعة، مع دعوات واضحة لردع إسرائيل ووقف انتهاكاتها للقانون الدولي، لا سيما أن الهجوم جاء رغم دور قطر الوسيط إلى جانب مصر والأمريكيين في مفاوضات غير مباشرة بين حماس والكيان المحتل، سعياً لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة اعتداءات إسرائيلية في المنطقة، شملت غارات على إيران في يونيو الماضي، وإبادة جماعية مستمرة في غزة، واعتداءات متكررة في الضفة الغربية، وعمليات جوية على لبنان وسوريا واليمن.