شهدت المدرسة الإعدادية بشط السلام في قابس، اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، حالات إغماء واختناق جديدة في صفوف التلاميذ، نتيجة الانبعاثات الغازية المتكررة الصادرة عن المنطقة الصناعية المجاورة.
وقد دفعت هذه الحادثة أهالي شط السلام إلى غلق الطرق المؤدية إلى المجمع الكيميائي، في تحرك احتجاجي للمطالبة بوقف مصادر التلوث التي تهدد صحة السكان وسلامة أبنائهم.
وتشهد المنطقة الصناعية في قابس منذ الأسابيع الأخيرة انبعاثات ملوِّثة متواصلة، أثارت غضب النشطاء البيئيين وعدد من مكونات المجتمع المدني، الذين نظموا وقفات احتجاجية سلمية أمام مقر المجمع الكيميائي في كلٍّ من تونس العاصمة وقابس.
وفي هذا الإطار، نُظمت مساء الخميس 9 أكتوبر 2025 وقفة احتجاجية أمام مقر المجمع الكيميائي التونسي بالعاصمة، شارك فيها عدد من أهالي قابس والنشطاء البيئيين، للتنديد بما وصفوه بـ“الكارثة البيئية المتواصلة” التي تشهدها الجهة بسبب الأنشطة الصناعية للمجمع.
وطالب المحتجون بـرحيل المجمع الكيميائي وغلق الوحدات الملوِّثة التي تهدد حياة السكان، رافعين شعارات من قبيل: “قابس حرّة والمجمع على برا”، “يا حكومة عار عار،“عدالة مناخية معركة شعبية”، و“يا قابس يا مظلومة من التلوث والحكومة”.
وأكد عدد من المشاركين أن أهالي قابس يعيشون منذ سنوات وسط أمراض خطيرة وانتشار السرطان والأزمات التنفسية بسبب الغازات والمواد السامة المنبعثة من الوحدات الصناعية، منتقدين تجاهل السلطات المركزية لمطالبهم المتكررة.
وقالت إحدى المشاركات، التي أصيبت بالسرطان جراء التلوث: “نحن لا نطلب سوى حقنا في الحياة، والماء، والهواء النقي.”
من جانبه، حذر أحد المحتجين من خطر انفجار محتمل في المجمع الكيميائي بسبب مادة الأمونيا، داعياً إلى تدخل عاجل لتفادي كارثة بيئية.
وبالتوازي مع التحرك في العاصمة، نُظمت وقفة احتجاجية مماثلة في قابس، رُفعت خلالها الشعارات والمطالب ذاتها، وسط حضور مكثف للأهالي والناشطين.
ويأتي هذا التصعيد بعد حادثة اختناق عشرات التلاميذ بالغازات السامة في إحدى مدارس منطقة شط السلام قبل أسبوعين، حيث تم نقل عدد منهم إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة لتلقي العلاج والمراقبة الطبية.
وفي بيان سابق، أكدت حملة ناشطة في المجال البيئي أن ولاية قابس شهدت خلال شهر سبتمبر الماضي وضعاً بيئياً غير مسبوق، تمثل في تسربات غازية سامة تسببت في إصابة عشرات المواطنين، أبرزها في أيام 9 و10 و16 سبتمبر 2025 بغنوش، ويوم 27 سبتمبر الذي كان ضحيته تلاميذ إعدادية شط سيدي عبد السلام، الذين خضع عدد منهم للمراقبة الطبية بالمستشفى الجهوي بقابس ومستشفى الرابطة بالعاصمة.