يعلن المسرح الوطني التونسي بكل فخر عن اختيار مسرحية "جاكراندا"، من إخراج نزار السعيدي، ضمن المسابقة الرسمية للدورة السادسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح، التي ستنعقد يوم الأحد 12 أكتوبر 2025.
ويأتي هذا الاختيار تتويجًا لمسار إبداعي متميّز للمسرح الوطني الشاب لسنة 2025، الذي يواصل ترسيخ حضوره في المشهد المسرحي العربي والدولي.
تحمل "جاكراندا" توقيع عبد الحليم المسعودي في النص والدراماتورجيا، وإخراجًا وسينوغرافيا لنزار السعيدي، لتقدّم عملاً يتوغّل في أعماق الذاكرة الجماعية، ويستجوب المعنى الإنساني في زمن الالتباس.
تدور أحداث المسرحية في نهاية العشرية الثانية من الألفية الثانية، حيث نتابع مجموعة من الشخصيات التي أرهقها الانتظار وأثقلتها الأحلام المؤجّلة، وهي تمشي بخطى متعثّرة بين ركام الماضي وألغام الحاضر في محاولة يائسة للبحث عن خلاص، أو ربما عن سردية بديلة لم تُكتب بعد.
في هذا الفضاء المشحون بالأسئلة، يتّخذ العرض من مركز خدمات الاتصال (Call Center) مسرحًا لأحداثه، ليقدّم مشهدًا رمزيًا يجمع بين الغرابة والألفة، ويكشف عن هشاشة جيلٍ وُلد في زمن الشكّ وكبر في ظلّ الصمت. جيل لم يرث الوطن بل ورث المأزق، يعيش بين ذاكرة مثقلة بالعجز وواقعٍ لا يمنحه سوى الانتظار. هكذا تصبح "جاكراندا" أكثر من مجرد عرض مسرحي؛ إنّها محاولة جمالية وفكرية لاستجواب الواقع ومساءلة الذات الجماعية التي أرهقها التاريخ وأربكها الحاضر.
يطرح العمل سؤالًا وجوديًا مؤلمًا في عمقه وجريئًا في بساطته: هل يمكن أن نتوقّف عن اجترار الماضي، ونجرؤ على الحياة كفعل خلقٍ جديد؟ سؤال يظلّ مفتوحًا على احتمالات الخلاص بقدر ما يعمّق الشعور بالتيه، في عالم يتنازع فيه الأفراد بين الحلم والخذلان.