تشهد ولاية قابس لليوم الثالث على التوالي تحركات احتجاجية على خلفية تكرّر حوادث الاختناق الجماعي، التي طالت هذه المرة عشرات التلاميذ بالإعدادية النموذجية بشاطئ السلام، في خامس حادثة من نوعها خلال أقل من شهرين. وكانت الجهة قد سجّلت أربع حالات مشابهة خلال شهر سبتمبر المنقضي، من بينها حادثة يوم 27 سبتمبر التي مستّ التلاميذ أنفسهم بالمؤسسة ذاتها.
وقد أثارت حادثة الاختناق الجديدة موجة غضب واحتقان في صفوف الأهالي، الذين جددوا احتجاجهم للمطالبة بـ تفكيك وحدات المجمع الكيميائي الملوِّثة، محملين السلطات مسؤولية ما وصفوه بـ"الكارثة البيئية المتواصلة". كما عبّرت المجالس المحلية والمنظمات المدنية عن استنكارها للوضع البيئي المتردي في الجهة.
وطالب المحتجون بإيجاد حلول عاجلة وجذرية للتلوث الذي يهدد صحتهم، داعين رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى زيارة قابس في أقرب الآجال والتدخل العاجل لإنقاذ الجهة التي “طالت معاناتها من السموم المنبعثة”.
وقال أحد المواطنين في تصريح لموقع أرابسك إنّ "تفكيك الوحدات الملوثة التابعة للمجمع الكيميائي التونسي هو الحل الوحيد"، مؤكداً أن "السلطات تلتزم الصمت أمام ما يحدث، وأن زيارة رئيس الجمهورية للجهة أصبحت ضرورة قصوى".
من جانبه، اعتبر أحد المتساكنين أنّ "قابس مستهدفة، وما يحصل اليوم ليس صدفة بل مؤامرة سياسية"، مضيفًا أن "الانبعاثات السامة تسببت في انتشار أمراض خطيرة، وقد تؤدي على المدى البعيد إلى وفيات بين الأهالي"، وفق تعبيره.