أعلنت كونفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية (كونكت) عن إحداث مجمع خاص بمحمّصي القهوة، في خطوة وُصفت بالجديدة لإعطاء هذا القطاع الحيوي "صوتًا داخل المنظّمة"، وفق ما أكّده رئيسها أصلان بن رجب.
وقال بن رجب في تدوينة على صفحته الرسمية إنّ “للقهوة اليوم صوتًا داخل كونكت”، معربًا عن ارتياحه لهذه المبادرة التي تأتي استجابة لصعوبات متراكمة واجهها القطاع في السنوات الأخيرة، أبرزها احتكار التوريد، والأسعار المؤطرة، وتكرار النقص في التزويد الذي أنعش السوق الموازية وهدّد المنافسة النزيهة.
وأوضح رئيس كونكت أن الهدف من بعث هذا المجمع هو تطوير قطاع القهوة وتحريره تدريجيًا من العراقيل القديمة، داعيًا إلى فتح باب التوريد أمام عدد أوسع من الفاعلين الخواص بشروط دقيقة تضمن الجودة والرقابة الصحية، والسماح ببيع القهوة الطازجة بين المحمّصين لخلق مرونة أكبر في السوق وتمكين صغار المهنيين من الوصول إلى المادة الأولية دون عناء.
كما دعا بن رجب إلى إرساء منصّة رقمية موحدة لتتبع حركة القهوة من التوريد إلى البيع، بهدف محاصرة التهريب وضمان تكافؤ الفرص بين مختلف الفاعلين، مشدّدًا على ضرورة الانتقال من إدارة الأزمات إلى حوكمة قائمة على الشفافية والمعطيات الدقيقة، تشمل حجم الواردات، جداول التزويد، وآليات مكافحة المضاربة.
وأكد أن تحرير القطاع لا يعني الفوضى، بل هو “تحمّل للمسؤولية وتعزيز للرقابة، مع تقليص نشاط السوق الموازية ومنح متنفس للمؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تخلق القيمة في تونس”.
ويُذكر أن قطاع القهوة في تونس يعتمد كليًا على التوريد الذي تحتكره الدولة عبر الديوان التونسي للتجارة، ما تسبّب مرارًا في اضطرابات بالتزويد بسبب الصعوبات اللوجستية والمالية، فضلًا عن ارتفاع الأسعار العالمية والمضاربة داخل السوق الموازية.