في رحلة الحياة الطويلة مع أنفسنا، نكتشف أن الثقة بالنفس ليست هدية تولد معنا ولا صفة ثابتة. إنها مهارة تتكوّن تدريجيًا عبر خطوات صغيرة نمارسها كل يوم، حتى في لحظات الشك أو الضعف.
خبراء الصحة النفسية يؤكدون أن تقدير الذات يقوم على: التعامل بلطف مع النفس، القدرة على النهوض بعد الإخفاقات، والإيمان بأننا قادرون على التطور مهما تغيّرت الظروف.
إليك خمس ممارسات بسيطة لكنها فعّالة لبناء علاقة أكثر صحة وهدوءًا مع نفسك:
1- تمرين التعاطف مع الذات
غيّري الطريقة التي تخاطبين بها نفسك. تحدثي إلى ذاتك كما لو كنتِ تتحدثين إلى شخص تحبينه: بصدق، بلطف، وبدون جلد أو قسوة.
هذا الحوار الداخلي الهادئ يخلق مساحة آمنة للتعامل مع أخطائنا، ويحوّل النقد الذاتي إلى دعم حقيقي. التعاطف مع النفس ليس رفاهية، بل ضرورة.
2- مساعدة الآخرين
الأفعال الصغيرة تجاه الآخرين تعزز إحساسك بالقيمة. رسالة لطيفة لصديقة، مبادرة صغيرة لطفل، أو تقديم الدعم لشخص محتاج، كلها خطوات تذكّرك بأن لك أثرًا إيجابيًا في العالم.
الدراسات تشير إلى أن أعمال اللطف تعكس لنا صورة أفضل عن أنفسنا، مليئة بالقدرة والعطاء.
3- تطوير مهارة واحدة
المهارات التي نكتسبها تمنحنا شعورًا بالكفاءة. اختاري مهارة جديدة: تجربة وصفة، إنجاز مشروع صغير، أو الالتزام بروتين رياضي بسيط.
قسّمي الهدف إلى خطوات صغيرة، واحتفلي بكل تقدم مهما كان بسيطًا. كل إنجاز متكرر يعزز تقديرك لذاتك ويذكرك بأنك قادرة على التعلم والنجاح.
4- إحاطة نفسك بالداعمين
وجود أشخاص يشجعوننا ويحتفلون بنا ينعكس مباشرة على صورتنا الذاتية. اختاري العلاقات التي تمنحك طمأنينة، وابتعدي عن الروابط التي تستنزفك أو تقلل من قيمتك.
حين نكون محاطين بمن يرون أفضل ما فينا، يصبح من الأسهل أن نرى هذا الجانب بأنفسنا.
5- أفعال تُشبه قيمك
تقدير الذات الحقيقي لا يُقاس بالإنتاجية أو الشكل الخارجي، بل بالاتساق بين أفعالنا وقيمنا.
اسألي نفسك: ما الذي يعكس حقيقتي؟ ما الذي يجعلني أشعر بالانسجام الداخلي؟
قد يكون الرسم، التنزه في الطبيعة، التطوع، أو أي نشاط يعبّر عنك ويزيد شعورك بالسلام الداخلي.
تقدير الذات ليس قرارًا لحظيًا، بل أسلوب حياة فلا يحتاج تغييرات كبيرة، بل خطوات صغيرة ومتكررة تصنع فرقًا يومًا بعد يوم.
ابدئي بممارسة واحدة اليوم، امنحيها وقتك، وستتفاجئين بما يمكن أن تصنعه التفاصيل الصغيرة حين تتراكم بهدوء.