في اطار عروض المسابقة الرسميّة احتضنت قاعة الفن الرابع، أمس الإثنين 24 نوفمبر المسرحيّة اللبنانيّة "باراديسكو" نص وإخراج سامر حنا وقام بتجسيد شخصياتها كل من جوزيف عساف وجورج محفوظ ويارا أنطون وجوليان شعيا وماريا بشارة وشربل أبي نادر وليال غصين.
غريبان يلتقيان في مكان غريب ديكوره مستوحى من عالم الثمانينات يتساءلان عن كيفيّة الوصول إليه لا أحد منهما يتذكّر في البداية من أين جاء وكيف كانت حياته من قبل يحاولان البحث عن إجابات لأسئلة كثيرة مشوبة بالحيرة والخوف... بتواتر الأحداث وضهور شخصيّات أخرى (غريبة بدورها) عن المكان يتضح أنهما فيما يشبه "البرزخ"، الكل شبه مسجون ينتظر دوره ليتحدّد مصيره، مصير تقرّره امرأة تمسك بيدها صولجانا وتحتفظ بالملفات الخاصّة بكلّ نزلاء المكان... هل هم أحياء أم أموات؟ الإجابة تمتلكها هذه المرأة وتقرّر التوقيت المناسب للإفصاح بها.
تتآلف الشخصيات وتتفاعل فيما بينها بروح مرحة رغم غرابة المكان والزمان وتنكشف الكثير من الأسرار والعلاقات التي كانت تربطها في زمن سابق يتصالح القاتل مع الضحيّة والإبن مع الأب الذي اعتقد أنه تخلّى عنه بعدما اتضح أن الموت وحده فرّقهما، كما تنشأ علاقة عاطفية متينة بين غريبين كانا مسجّلين في أحد الملفّات كأحياء على شفى حفرة أو أدنى من الموت.... في هذا المفصل من العرض/الحكاية نفهم أن بعض الشخصيّات ميّتة والبعض الآخر في "كوما" بين الموت والحياة، المصير يحدّده الجرس الذي يرنّ معلنا عن اسم الشخصية التي إمّا أن تمضي في موتها أو تعود إلى الحياة.
عرض "باراديسكو" الذي تواصل على امتداد ساعة وأربعين دقيقة استأثر الرقص والغناء على أكثر من خمسين بالمائة من زمنه بما جعله أقرب إلى الكوميديا الموسيقيّة منه إلى مسرحية بمقوماتها وأدواتها الكلاسيكية.