قضايا و حوادث

القضاء المصري ينتصر للطفل ياسين و يحكم بالمؤبد على مغتصبه

أقرّت محكمة مصرية، يوم أمس، الحكم بالسجن المؤبد على رجل يبلغ من العمر 79 عامًا، على خلفية اغتصابه طفلًا لم يتجاوز السادسة، داخل إحدى المدارس بمحافظة البحيرة، في قضية هزّت الرأي العام المحلي وسجّلت تعاطفًا واسعًا مع الطفل "ياسين" الذي حضر الجلسة.
وقد تجمّعت حشود من الناس ووسائل الإعلام حول الطفل وأسرته، حيث ظهر مرتديًا زيّ "الرجل الوطواط" أو "سبايدرمان" بين يدي والدته، التي نالت دعمًا واسعًا وتقديرًا لوقوفها في وجه الجريمة ومجابهتها أمام الرأي العام.
وكان ناشطون قد أطلقوا وسم "أمك جيشك الوحيد" دعمًا لها خلال الفترة التي سبقت صدور الحكم.
وعنونت صحيفة "المصري اليوم" عن القضية: "البطل ياسين ينتصر على (عمو الشرير) بملابس سبايدرمان"، فيما أقر القاضي في محكمة "جنايات إيتاي البارود" حكمه من الجلسة الأولى، وسط تصفيق الحاضرين، ودموع الوالدة التي احتضنت طفلها في لقطة مؤثرة شهدت تعاطف مشاهير البلاد، ونجومها الرياضيين والفنانين.
وفي لقطة مؤثرة أخرى، التفت الحشود حول "الطفل ياسين" لمنع تصويره، وفق ما طلبت والدته، وهتفوا له: "نحن معك يا بطل"، و"حق ياسين لازم يرجع"، فيما انتشرت العديد من الصورة التعبيرية عبر الذكاء الاصطناعي لياسين "سبايدرمان" في الجلسة.
وكان الطفل قد تعرض لاعتداء جنسي وتحرش داخل مدرسته "الكرمة الخاصة للغات" العام الماضي، على يد الجاني الذي يعمل كمراقب مالي في المدرسة، على مدار عام كامل، حيث لم يكن الطفل الضحية يبلغ الخامسة من عمره حتى.
وبرز في القضية مساعدة عاملة النظافة في المدرسة للجاني خلال قيامه بجريمته المتكررة، حيث كانت تساعده في استدراج الطفل إلى سيارة مهجورة في ساحة خلفية للمدرسة، ليعتدي عليه، والتي بدورها ينتظرها حكم قضائي آخر.
وقد عاش الطفل ياسين تلك المعاناة مرارًا ولم يخبر أسرته أو أي شخص بما مر به، بسبب الخوف بعد تهديده بقتل والديه، لكن الأم اكتشفت الجريمة بمحض الصدفة، بعد أن أخبرها ابنها عن مواجهته مشكلات في عملية الإخراج.
ياسين يقتص من الشرير
وقالت صحيفة "المصري اليوم" عن الجلسة يوم أمس، إن خطوات الطفل البطل بدت بطيئة نسبيًا، وربما كانت تخفي خوفه من الدخول خشية مواجهته الجاني، لكنه وبعد لحظات بدأت خطواته تزداد ثقة شيئًا فشيئًا، حيث بدأ السير مسرعًا نحو باب المحكمة، كما "تشجع الطفل البطل بهتافات المحيطين به حتى وصل إلى باب الدخول ليبدأ مواجهته مع الأشرار"، وفق الصحيفة. 
وقالت والدة الطفل الضحية في تصريحات صحفية بعد الجلسة: إن ارتداء " ياسين" بدلة سبايدرمان كانت فكرتها، بهدف إخفاء وجهه، موضحه أن طفلها يحب هذه الشخصية الكرتونية، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن يأخذ الأمر كل هذا الدعم الإيجابي.
ويذكر أن الادعاءات كانت تشير إلى أن الاعتداء الجنسي على الطفل حدث بتواطؤ من قبل إدارة المدرسة ومديرتها، التي كانت على علم بالاعتداء الجنسي منذ البداية من دون أن تحرك ساكنًا.
ونشرت وزارة التربية والتعليم المصرية بيانًا تعهدت فيه باتخاذ الإجراءات القانونية مع "الجهة المالكة للمدرسة" في حال صدور حكم نهائي بإدانة المتهم، ما يعني أن الإدارة ستواجه محاكمة على غرار الجاني.