أكّد الحبيب عمار، مرشّح تونس لمنصب الأمانة العامة للمنظمة العالمية للسياحة، 2026-2029، استحالة مواصلة العمل بالمنوال السياحي الحالي الذي سيقضي على القطاع في ظرف 80 سنة أخرى.
واعتبر عمار في حوار لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أنّ المنوال الحالي ليس صديقا للبيئة وستكون له انعكاسات سلبية على ديمومة القطاع قد ينتهي بتحطيمه مستحضرا بعض الأنشطة التي قد تندثر على غرار سياحة التزلج والسياحة الشاطئية في أوروبا.
وأشار إلى ضرورة التفكير في تطوير القطاع دون القطع مع الأنماط الكلاسيكية والعمل في الوقت نفسه على تطوير أنماط أخرى.
وتحدّث أيضا عن الاستدامة البيئية من خلال تطوير منتوجات تكون صديقة أكثر مع البيئة والتفكير في الديمومة الاقتصادية سيما أنّ 10 بلدان فقط في العالم تستأثر بأكثر من 40٪ من النشاط السياحي (7 أوروبية و2 أمريكية وبلد واحد بين أوروبا وآسيا)، وبالتالي لا بد من توزيع عادل للنشاط السياحي مع الحرص على تطوير وجهات سياحيّة أخرى تكون جالبة لأعداد مهمة من السّياح.
ولا يتجاوز نصيب القارة الإفريقية من النشاط السياحي من إجمالي النشاط السياحي العالمي 5٪، فقط، محتلة بذلك مرتبة متأخرة بين القارات، وفق ما بيّنه الحبيب عمّار.
وكشف عمّار أنّ النشاط السّياحي العالمي غير موزع بشكل عادل، مبينا أنّ القارة الأوروبية تستحوذ على 54٪ تليها القارة الآسيوية 17٪ ثم القارة الأمريكية (شمالية -جنوبية) 15٪، وبعدها الشرق الأوسط بنسبة تتراوح بين 7 و8٪.
واعتبر المتحدّث أنّ إفريقيا تزخر بثروات متنوعة ولها أرث تاريخي وثقافي وحضاري واجتماعي، كما تتوفّر على مقومات تجعلها قادرة على أن تكون وجهة سياحيّة ''ممتازة''.
وأوضح أنّ ضعف نمو القطاع السياحي يعود، أساسا، إلى غياب البنية التحتية ونقص الموارد البشريّة المتكوّنة في القطاع إلى جانب الوضع الأمني بالنسبة إلى بعض المناطق.
ويرى عمّار أنّ برنامجه الذي يتقدّم به للأمانة العامة يتضمّن خطة وصفها بـ''الطموحة''، إذ تهدف إلى دفع الاستثمار في إفريقيا بشكل مربح للجميع بنسبة 100٪ وتعتمد في البداية على إعداد دراسة جدوى مفصلة ودقيقة وتشخيص للوضع الحالي في القارّة وأفق تطوير السياحة وحجم الاستثمارات التي يمكن جلبها وآليات توفيرها.
وقال في سياق متصل: ''تنمية النشاط السياحي تفتح باب الأمل أمام الشباب حتى لا يهاجر ويقطع مع التفاوت''، معتبرا أنّ ''كل دول العالم لها مصلحة في تطور السياحة بالقارة الإفريقية والاستثمار فيها''.
وتابع أنّ تنمية السياحة في إفريقيا هي الإستراتيجية المستقبلية لكل من يسعى إلى الأمانة العامة، وتحقيقها ليس مستحيلا لذلك يرى أنه ''من المستحسن أن تكون الأمانة العامة هذه المرة من نصيب إفريقيا لأول مرة في تاريخ المنظمة عكس باقي القارات التي تداولت على هذه الخطة''، وفق تصريحه.
يذكر أنّ الحبيب عمّار مرشح تونس وقع اختياره استنادا إلى خبرة طويلة اكتسبها في المجال السياحي في تونس وأهلته اليوم ليكون أوّل تونسي يدخل هذا السباق من بين 5 مترشحين آخرين من غانا واليونان وجورجيا، الممثلة في شخص أمينها العام الحالي ومرشحتين من الإمارات والمكسيك.