ذكرت مجلة "فارايتي" الأمريكية المتخصصة في صناعة السينما أن المخرجة التونسية كوثر بن هنية تستعد لإنجاز عمل درامي يستند إلى القصة المأساوية للطفلة الفلسطينية هند رجب، التي استُشهدت في قطاع غزة بعد أن تُركت تنزف وحيدة داخل سيارة محاصرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في واقعة مؤلمة هزّت الرأي العام العالمي مطلع سنة 2024.
الفيلم الجديد، الذي يجري تصويره حاليًا في تونس، يُعدّ تعاونًا إنتاجيًا دوليًا يضم عددًا من الأسماء البارزة، على رأسهم المنتج التونسي نديم شيخ روحه، والممثلة والمنتجة الكندية أوديسا راي (المعروفة بمشاركتها في إنتاج الفيلم الوثائقي الفائز بالأوسكار Navalny)، إلى جانب البريطاني جيمس ويلسون (المنتج المشارك في The Zone of Interest الفائز أيضًا بجائزة الأوسكار).
مأساة إنسانية تحوّلت إلى أيقونة
الطفلة هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، تحوّلت إلى رمز إنساني عالمي بعد أن بقيت عالقة داخل سيارة استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 29 جانفي 2024. وعلى مدى ساعات، بقيت تنزف وتُناشد فرق الإنقاذ عبر الهاتف، مرددة عبارتها المؤثرة:
لكن الجيش الإسرائيلي استهدف طاقم الإسعاف بقصف مباشر، ما أدى إلى استشهادهم جميعًا، قبل أن يُعثر بعد عشرة أيام على جثمان هند وجثمان قريبتها ليان، في مشهدٍ مأساوي لخص وحشية الحرب على غزة.
الفيلم المنتظر سيكون، بحسب المجلة، رسالة فنية بلسان الضحايا، يحاول أن يوثق القصة كما عاشها العالم لحظة بلحظة، ويعيد تسليط الضوء على المعاناة اليومية لأطفال غزة تحت الحصار والعدوان.
كوثر بن هنية، المعروفة بأعمالها الجريئة والمُلتزمة مثل "الرجل الذي باع ظهره" و"على كف عفريت"، تسعى من خلال هذا المشروع إلى تقديم عمل فني صادق وموجِع، ينقل مأساة حقيقية من قلب الواقع، ويُحافظ على الذاكرة الجماعية للضحايا الأبرياء.