ثقافة و فن

روما تحتفي بتراث تونس: افتتاح معرض ''مانيا ماتر'' بالكولوسيو

 احتضن بهو المنتزه الأثري بالكولوسيو في العاصمة الإيطالية روما، صباح اليوم الخميس 5 جوان 2025، الندوة الصحفية الرسمية لإطلاق معرض "مانيا ماتر: من روما إلى زاما"، والذي يُقام من مساء اليوم إلى غاية 6 نوفمبر 2025.

حضر الندوة ممثّلون بارزون من الجانبين التونسي والإيطالي، من بينهم طارق البكوش، المدير العام للمعهد الوطني للتراث، والباحثان التونسيان سندس الدقي وفتحي البجاوي، إلى جانب الفونسينا روسو، مديرة المنتزه الأثري بالكولوسيو، وروبرتا ألتاري، مسؤولة المعارض، إضافة إلى عدد من وسائل الإعلام الإيطالية.
وخلال الندوة، تم تسليط الضوء على 30 قطعة أثرية فريدة تم العثور عليها بموقع زاما الأثري في تونس، حيث خضعت لترميم دقيق على يد خبراء إيطاليين، بمساهمة نشطة من الجانب التونسي في إطار اتفاقية شراكة بين المعهد الوطني للتراث والمنتزه الأثري بالكولوسيو. ومن المنتظر أن ينتقل هذا المعرض لاحقًا إلى متحف باردو بالعاصمة تونس خلال شهر ديسمبر المقبل.
أوضح طارق البكوش أن هذه الشراكة ليست وليدة اللحظة، بل تنبع من تعاون أثري ممتد بدأ منذ سنة 1995 مع الباحث الإيطالي برلوتيني وتواصل لاحقًا مع الباحث التونسي أحمد الفرجاوي الذي اكتشف هذه القطع النادرة. وأكد أن هذا العمل المشترك يندرج ضمن رؤية إستراتيجية لإحياء الذاكرة الحضارية المشتركة بين ضفتي المتوسط.
من جهتها، شدّدت الباحثة سندس الدقي والمؤرخ فتحي البجاوي على الرمزية الدينية والتاريخية لهذه القطع التي تعود إلى فترات ما قبل المسيحية، كاشفين عن عمق المعتقدات والطقوس التي كانت سائدة في تلك الحقب.
في المقابل، عبّرت المديرة الإيطالية الفونسينا روسو عن اعتزازها بالتعاون الثقافي المتين مع تونس، مؤكدة أن المعرض سيكون محطة رئيسية لتعريف الزوار من مختلف أنحاء العالم بكنوز زاما ومكانتها التاريخية، ومشيرة إلى أن الموقع التونسي سيلقى بدوره عناية خاصة ليُصبح قبلة سياحية وأثرية واعدة.
ويُختتم البرنامج مساء اليوم بافتتاح رسمي للمعرض، تحت إشراف كل من وزيرة الشؤون الثقافية التونسية أمينة الصرارفي، ووزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي، وسفير تونس بإيطاليا مراد بورحلة، إيذانًا بانطلاق فصل جديد من التعاون الثقافي بين البلدين.