أكدت الدكتورة عفاف الفطحلي، الباحثة بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، أن نفوق عدد من الأسماك بخليج المنستير وتحوّل لون المياه إلى الأحمر يعود إلى تكاثر مفرط للطحالب المجهرية، التي تستهلك كميات كبيرة من الأوكسجين المذاب في المياه، مما يؤدي إلى اختناق الأسماك وموتها، ويجعلها غير صالحة للاستهلاك.
و أوضحت الفطحلي في تصريح للإذاعة "الوطنية" أن الظروف البيئية التي شهدتها الجهة ساهمت في تفاقم هذه الظاهرة، من بينها ارتفاع درجات حرارة المياه، كما أظهرت الخرائط والصور الفضائية، إلى جانب تغيّر حركة التيارات البحرية باتجاه السواحل بدلاً من عرض البحر، مما تسبب في ركود الكتل المائية ومنع تجددها.
وأكدت أن المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار يواصل متابعة الوضع البيئي للسواحل التونسية، ويتدخّل عند الضرورة لمعالجة أي طارئ.
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الفلاحة بلاغًا أعلنت فيه تسجيل ظاهرة "المد الأحمر" على سواحل ولاية المنستير، من مدينة خنيس إلى مدينة طبلبة، مؤكدة رصد حالات نفوق في صفوف الأسماك.
ودعت الوزارة البحارة والمتساكنين إلى توخّي الحذر وتجنّب صيد أو استهلاك أو ترويج الأسماك النافقة أو مجهولة المصدر، وخاصة تلك التي يتم بيعها خارج المسالك القانونية والخاضعة للرقابة البيطرية.
من جانبها، شدّدت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في بلاغ مماثل على ضرورة الامتناع عن استهلاك الأسماك النافقة، نظراً لما تشكّله من خطر على الصحة، مع التأكيد على شراء الأسماك من نقاط بيع رسمية ومراقبة.
