في لفتة إنسانية تعبّر عن وعي بيئي متزايد، تمكّن أحد البحّارة، اليوم الثلاثاء، من إنقاذ سلحفاة بحرية علقت في شباك الصيد قبالة سواحل المنستير، حيث سارع إلى تحريرها ومن ثم تسليمها إلى جمعية "أزرقنا الكبير" الناشطة في مجال حماية الحياة البحرية.
وقد تولّت الجمعية التدخل على الفور، حيث نُقلت السلحفاة إلى مقرّها، وتم إخضاعها إلى فحص بيطري شامل لتقييم حالتها الصحية، قبل أن تُحوّل لاحقًا إلى معهد علوم وتكنولوجيا البحار لمواصلة رعايتها وتمكينها من التعافي الكامل في بيئة مناسبة.
ويُعدّ هذا التدخّل جزءًا من الجهود المتواصلة التي تبذلها منظمات المجتمع المدني لحماية الكائنات البحرية المهددة، وعلى رأسها السلاحف البحرية، التي تُواجه تحديات متزايدة بسبب الصيد العشوائي، والتلوّث البلاستيكي، وفقدان المواطن الطبيعية.
وتُصنَّف السلاحف البحرية من الأنواع المحمية بموجب الاتفاقيات الدولية، من بينها اتفاقية برشلونة، وتلعب دورًا بيئيًا مهمًا في توازن النظام الإيكولوجي البحري، لا سيّما في تنظيم السلاسل الغذائية والحفاظ على صحة الشعاب المرجانية.
هذا الحدث يعكس أهمية الوعي البيئي في صفوف الصيادين المحليين، ويبرز التعاون الفعّال بين المواطنين والمنظمات المختصة في مجال الاستجابة السريعة لحماية الحياة البحرية، خاصة في فترات الذروة الصيفية التي تشهد نشاطًا مكثفًا للصيد والترفيه البحري.