ثقافة و فن

سيلاوي يُشعل ركح الحمامات في ليلة استثنائية بشبابيك مغلقة

 في واحدة من أكثر سهرات مهرجان الحمامات الدولي حرارة ووهجًا، أطل الفنان الأردني الشاب سيلاوي مساء الخميس 24 جويلية 2025 على جمهور المسرح الأثري في أولى حفلاته بتونس، ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان. ومنذ الساعات الأولى ليوم الحفل، رُفعت لافتة "شبابيك مغلقة"، في دليل على توق الجمهور التونسي، خصوصًا فئة الشباب، إلى لقاء فني طال انتظاره.

بمجرد ظهوره على الركح، دوّت صيحات الجمهور باسمه، في مشهد كشف حجم الشعبية التي يحظى بها الفنان في تونس. ولم يخفِ سيلاوي تأثره بهذا الاستقبال الحار، إذ خاطب الجمهور قائلاً: "عسلامة تونس، شكرا لتونس ولشعبها العظيم"، قبل أن يفتتح سهرته بأغنيته الشهيرة "الفي"، وسط تفاعل استثنائي أضفى على الأمسية طابعًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا.
السهرة تحولت سريعًا إلى ما يشبه الاحتفال الجماعي، حيث ردد الجمهور كلمات الأغاني بحماس وانسجام، في تفاعل عكس علاقة فنية متينة بين سيلاوي ومستمعيه، علاقة تشكّلت خلال سنوات قليلة فقط، لكنها غدت قوية وواضحة المعالم.

نجاح سيلاوي، الذي انطلق فعليًا منذ عام 2020، لم يكن محض صدفة. ففي زمن الجائحة، برز كصوت تعبيري عن جيل كامل، وجد فيه كثير من الشباب ملاذًا فنيًا يعبّر عن مشاعرهم ويواكب تقلباتهم النفسية. أغانيه، التي انتشرت بسرعة عبر المنصات الرقمية ويوتيوب، نسجت علاقة غير مباشرة بينه وبين جمهوره، ليأتي حفل الحمامات كخاتمة طبيعية لهذا التفاعل الإلكتروني، لكن بلقاء حيّ طالما انتظروه.
وخلال الندوة الصحفية التي عُقدت عقب الحفل، أعرب سيلاوي مجددًا عن سعادته البالغة بالحضور التونسي، منوّهًا بحماسه وتفاعله الفريد، حتى أن البعض طالب بإعادة أداء بعض الأغاني أكثر من مرة، وأصروا على سماع مقطوعات قديمة تحمل لهم ذكريات خاصة.
كما أبدى الفنان رغبته الكبيرة في خوض تجارب تعاون فني مع أسماء تونسية لامعة مثل صابر الرباعي ونوردو، معتبرًا الساحة الموسيقية التونسية مصدر إلهام وتنوع.
ليلة سيلاوي في الحمامات لم تكن مجرد عرض فني، بل كانت احتفالًا بالشباب، بالموسيقى، وبقوة الرابط العاطفي الذي يمكن أن تنسجه الأغاني بين فنان وجمهور عبر الزمان والمكان. ومع تواصل عروض مهرجان الحمامات الدولي، تبقى سهرة سيلاوي واحدة من اللحظات التي ستبقى راسخة في الذاكرة.