ثقافة و فن

مهرجان العنب بقرمبالية : أحلام فنية تصطدم بسقف الإمكانيات

 في دورته الثالثة والستين، يواجه مهرجان العنب بقرمبالية تحديات تنظيمية متعددة، تحاول الهيئة المديرة تخطيها من أجل تقديم دورة تليق بتاريخ هذا الموعد الثقافي العريق. وفي تصريح خصّ به إذاعة موزاييك أف أم، قدّم مدير المهرجان معز الخياطي تفاصيل عن كواليس الإعداد، كاشفًا عن العراقيل التي حالت دون استقطاب بعض الأسماء الفنية الكبرى.

من أبرز العقبات التي واجهت اللجنة المنظمة، حسب الخياطي، الطاقة الاستيعابية المحدودة لمسرح قرمبالية، والتي شكلت عائقًا حقيقيًا أمام التعاقد مع نجوم مثل كارول سماحة ووائل جسار، رغم أن المفاوضات كانت في مراحلها المتقدمة. وأوضح أن التحفظ لم يكن ماديًا فقط، بل لوجستيًا كذلك، حيث عبّرت إدارات أعمال الفنانين عن تخوفها من صغر الفضاء وتأثيره على جودة العرض والجمهور.
كما أشار إلى أن سقف أسعار التذاكر في المدينة لا يمكن أن يتجاوز 120 إلى 150 دينارًا، ما يحدّ من إمكانية استضافة فنانين بأجور مرتفعة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.
ورغم هذه التحديات، فإن الدورة الحالية تشهد عودة لافتة للفنان إيهاب توفيق، في عرض خاص جاء بمبادرة من الفنان نفسه وفريق عمله. وقد لاقى العرض إقبالاً جماهيريًا لافتًا، خلافًا لما تم ترويجه على منصات التواصل الاجتماعي. وأكد الخياطي أن أجر الفنان تم دفعه بالدينار التونسي، ما سهّل الإجراءات التنظيمية مقارنة بفنانين يفرضون التعامل بالعملات الأجنبية.
ويعد عرض إيهاب توفيق من أغلى عروض الدورة، يليه عرض نبيهة كراولي، ثم عرض "الزيارة"، الذي يحظى بدوره بترقب جماهيري واسع.
وفي سياق آخر، كشف الخياطي عن وجود اتصالات أولية مع الفنان نور مهنا، إلا أن المفاوضات لم تكتمل بسبب ارتفاع المبلغ المطلوب، الذي وصفه بـ"الخيالي"، مشيرًا إلى أنه تجاوز إمكانيات المهرجان الحالية.
ولضمان سلاسة التنظيم وتجنّب الإشكالات التي عرفتها دورات سابقة، شدد مدير المهرجان على أن اللجنة حرصت هذه السنة على الالتزام بكافة الإجراءات القانونية، بما في ذلك حقوق الملكية الفكرية، والعقود الرسمية مع الفنانين، لتأمين عروض دون مفاجآت أو إلغاءات محتملة.
ورغم التحديات، تسعى إدارة مهرجان العنب إلى تقديم برمجة متوازنة تراعي الإمكانيات المحلية، وتُرضي ذوق الجمهور، في انتظار دعم أكبر للمهرجانات الجهوية التي تظل رافدًا أساسيًا للحركة الثقافية في البلاد.