عالميا

قتلى في اشتباكات بين تايلاند وكمبوديا ومجلس الأمن يعقد جلسة طارئة

 تواصلت الاشتباكات المسلحة بين تايلاند وكمبوديا لليوم الثاني على التوالي، في تصعيد عسكري ينذر بتدهور خطير على الحدود المشتركة، حيث أسفرت الضربات المتبادلة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وسط تحذيرات من اندلاع حرب شاملة بين البلدين الجارين.

وقال رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة، بومتام ويشاياشاي، في تصريحات من بانكوك: "إذا استمر التصعيد، فقد يتطور إلى حرب فعلية، رغم أنه يقتصر حاليًا على تبادل إطلاق النار".
وتأتي هذه التطورات في وقت يعقد فيه مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة طارئة بطلب من رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، لبحث تداعيات النزاع الحدودي المتفاقم، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية.
وكانت تايلاند قد شنت، الأربعاء، غارات جوية على مواقع عسكرية داخل الأراضي الكمبودية، ردًا على قصف مدفعي وصاروخي نفذته كمبوديا على مناطق تايلاندية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا، بينهم 13 مدنيًا وعسكري واحد، في أعنف مواجهة تشهدها المنطقة منذ أكثر من عقد.
وفي بيان رسمي، أعلنت وزارة الداخلية التايلاندية أنها أخلت أكثر من 100 ألف مدني من المناطق الحدودية في أربع مقاطعات مجاورة لكمبوديا، وتم نقلهم إلى مراكز إيواء مجهزة، في ظل تصاعد حدة القتال.
وتتركز الاشتباكات في منطقة تعرف بـ"المثلث الزمردي"، وهي منطقة حدودية متنازع عليها تضم مواقع أثرية تعود إلى حقبة أنغكور التاريخية (من القرن التاسع إلى الخامس عشر)، وتمتد على نقاط التماس بين تايلاند وكمبوديا ولاوس.
وتصاعدت التوترات منذ ماي الماضي، بعد مقتل جندي كمبودي في اشتباك مشابه، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن بدء القتال. وبلغ التوتر ذروته صباح الخميس، عندما اندلع إطلاق نار قرب معبدين قديمين في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
قلق دولي وتحذيرات من تفاقم الأزمة
وفي الوقت الذي تبادلت فيه وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي الاتهامات بشأن من بادر بإطلاق النار، عبّرت الأمم المتحدة عن "قلق بالغ" من إمكانية انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح.
تأتي هذه التطورات لتعيد إلى الأذهان صراعات حدودية سابقة بين البلدين، خصوصًا في العقدين الماضيين، إلا أن حجم التصعيد الحالي وعدد الضحايا والنازحين يجعلان الوضع أكثر خطورة من أي وقت مضى.
ويرتقب أن يصدر عن مجلس الأمن موقف رسمي خلال الساعات المقبلة، وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات عاجلة بين الجانبين.