في ليلة صيفية ساحرة من ليالي مهرجان قرطاج الدولي، تألق النجم السوري ناصيف زيتون في عرض استثنائي أمام جمهور غفير غصّت به مدارج المسرح الأثري، ليؤكد مرة أخرى على علاقته المتينة بجمهوره التونسي الذي استقبله بحفاوة وهتافات لا تهدأ.
لم تكن السهرة مجرد حفل موسيقي، بل تحوّلت إلى لوحة فنية حافلة بالعاطفة، الحماس والمفاجآت. تفاعل الجمهور بحرارة مع أغاني ناصيف، من "تكة" و"مجروح" إلى "قدها وقدود" و"كرميلا" و"مش عم تزبط معي"، حيث تحوّل المسرح إلى موجة من الغناء الجماعي والرقص والتصفيق.
اللحظة الأجمل في السهرة كانت الحضور اللافت لزوجته الفنانة دانييلا رحمة التي شاركته الليلة من بين الجمهور، في مشهد خطف أنظار الحاضرين. ووسط التصفيق والضحك، فاجأ ناصيف الجميع بمداعبته اللطيفة لزوجته قائلاً: "نحنا خلص، هلق أنا بحب جمهوري!"
ثم عاد ليؤكد مدى محبته للجمهور التونسي، مستذكراً أنه أحضر والدته في العام الماضي، وزوجته هذا العام، وقال ممازحًا إنه يحلم بأن يصطحب أطفاله مستقبلاً، في إشارة رمزية لعلاقة طويلة الأمد مع قرطاج.
ومن بين مفاجآت الحفل، صعود الفنان التونسي الشاب مرتضى الفتيتي إلى المسرح كضيف شرف، حيث غنى إلى جانب ناصيف دويتو "يا سيدي أنسى" وسط تفاعل كبير من الجمهور. كما غنّى ناصيف مقطعاً من أغنية "بابا" الشهيرة لمرتضى، وكشف الاثنان عن جزء من عمل مشترك قادم من ألحان الفتيتي.
في لفتة مؤثرة، قدّم ناصيف أغنية فلسطينية وأخرى سورية، محييًا عبرها صمود شعبيهما، وسط تصفيق عارم. واختتم السهرة بحس وطني خالص، مرتديًا العلم التونسي، ومودعًا جمهوره بكلمات حب ووعدٍ بلقاء قادم.