صف سامي الطاهري، الأمين العام المساعد المكلف بالإعلام والناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، الاعتداء الذي تعرّض له مقر الاتحاد بأنه "همجي، مخطط وممول" ومعلوم مسبقًا، مؤكدًا أن المعتدين ليسوا من هياكل المنظمة النقابية ولا علاقة لهم بالعمل النقابي، وفق تدوينة نشرها يوم الجمعة 8 أوت 2025 على صفحته الرسمية.
وأشار الطاهري إلى أن الاعتداء تم تنفيذه من قبل أنصار الرئيس قيس سعيد أو أنصار المسار، بعد دعوات علنية على منصات التواصل الاجتماعي استمرت ليلتين متتاليتين وحددت المكان والزمان مسبقًا، مضيفًا أن الفيديوهات التي توثق الحادث متوفرة وأن الوجوه معروفة.
وأوضح أن هذا الاعتداء جاء نتيجة تحريض وتجييش وخطاب سياسي رسمي يجرم الإضراب ويصف المضربين بالخونة، مؤكدًا أن الإضراب حق دستوري معلن بصفة قانونية وشرعية، وأن التحريض ضد الاتحاد مستمر كلما عبّر عن مواقف مناهضة للإجراءات اللاشعبية.
ووصف الطاهري الهجوم بأنه يشبه هجمات "روابط حماية الثورة" في العشرية الماضية، محذرًا من أنه مقدمة لموجة عنف أوسع إذا لم تتم المحاسبة، ومشددًا على أن الصمت تجاه الاعتداء سيدفع نحو "الفتنة والفوضى والاغتيالات".
كما أكد أن الاعتداء يتقاطع مع محاولات ضرب الحق النقابي من خلال تعطيل جلسات الصلح ووقف التفاوض، وإجراء تعديلات أحادية على القوانين الشغلية، بالإضافة إلى ما وصفه بالتنكيل بالنقابيين عبر السجن والطرد والنقل التعسفي والإحالة على مجالس التأديب.
ولفت الطاهري إلى أن الاتحاد تلقى مساندات واسعة من منظمات وجمعيات وأحزاب وشخصيات عربية وأجنبية، لكنه انتقد بعض المواقف التي وصفها بـ"الخجولة أو المشروطة أو المسمومة"، محذرًا من محاولات فصل الاتحاد عن قيادته المنتخبة.
وختم بالقول إن الاعتداء لن يثني النقابيين عن مواصلة الاستعداد لفرض الحق النقابي، وفتح التفاوض، وتحسين المقدرة الشرائية، ومحاربة أشكال التشغيل الهش، داعيًا خصوم الاتحاد إلى الكف عن تصفية الحسابات، ومشدّدًا على أن المنظمة "لن تصطف لا مع السلطة ولا مع معارضيها الذين يريدون إلغاء وجودها".
وكان المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل قد أصدر، يوم الخميس 7 أوت 2025، بيانًا دان فيه محاولة اقتحام مقر الاتحاد من قبل "عصابات مجهولة" لا تنتمي إلى الاتحاد ولا إلى العمل النقابي، مؤكداً أن النقابيين والموظفين تصدوا بمحبة وضبط نفس لمحاولة الاقتحام، وتجنبوا الانجرار إلى العنف رغم استفزازات تلك المجموعة التي رفعت شعارات معادية من بينها الدعوة إلى حل الاتحاد وشعارات مسيئة للنقابيين.