ثقافة و فن

شادي القرفي يدعو لإنقاذ الموسيقى السيمفونية التونسية عبر دعم الطاقات الشابة

 تشهد الساحة الموسيقية في تونس تراجعًا واضحًا في مكانة الموسيقى السيمفونية، التي كانت يومًا من أبرز الفنون الموسيقية وأرقاها في البلاد.

يعود هذا التراجع إلى عوامل عدة، من أبرزها ابتعاد الأوركسترا السيمفونية التونسية عن أهدافها الأصلية، مما تسبب في فقدان تدريجي لهويتها الثقافية وجمهورها المعتاد.
أكد الموسيقي شادي القرفي في تصريح لإذاعة موزاييك أف أم أن فضاء الجم لا يزال يحتفظ بمكانة رمزية للموسيقى السيمفونية، كونه الموقع الأساسي الذي استضاف هذا الفن منذ انطلاق مهرجان الموسيقى السيمفونية. لكنه انتقد محدودية عروض الأوركسترا التي تقتصر غالبًا على قاعات الأوبرا، داعيًا إلى توسيع نطاق حضورها في مختلف جهات البلاد للاقتراب أكثر من الجمهور.
ويواجه المشهد السيمفوني تحديًا كبيرًا في هجرة عدد كبير من العازفين المحترفين الذين غادروا تونس أو ينوون الرحيل بسبب غياب الدعم والظروف الملائمة لممارسة فنهم، مما يزيد من هشاشة التشكيلة الموسيقية التي كانت في السابق واجهة فنية مميزة للبلاد.
في المقابل، برزت موسيقى البوب والراب بشكل لافت في تونس، مستقطبة أعدادًا كبيرة من الشباب الذين وجدوا في هذه الأنماط تعبيرًا معاصرًا عن واقعهم وقضاياهم، مما صعّب مهمة الأوركسترا السيمفونية في استعادة جمهورها التقليدي وأحدث تحولًا في توجهات المشهد الموسيقي الوطني.
من هذا المنطلق، يرى شادي القرفي أن إنقاذ الموسيقى السيمفونية التونسية يحتاج إلى رؤية متجددة تشمل انفتاحًا أوسع على الجمهور واستثمارًا حقيقيًا في الطاقات الشابة والكفاءات الجديدة، لضمان الحفاظ على هوية موسيقية فريدة تظل جزءًا من التراث الثقافي الوطني، وتعيد لهذا الفن الرصين إشعاعه التاريخي.