أعلنت الممثلة والناشطة الفرنسية أديل إينيل عزمها الإبحار من تونس إلى قطاع غزة على متن أسطول الصمود العالمي، في خطوة تهدف إلى إيصال رسالة دعم للفلسطينيين المحاصرين، مفادها أن "الإنسانية ما تزال بخير وحاضرة بقوة".
وقالت إينيل في تصريح لوكالة فرانس برس إنها قررت الانضمام إلى إحدى سفن الأسطول "في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة"، موضحة أن الهدف من الرحلة هو إيصال الغذاء والدواء لسكان غزة الذين يواجهون مجاعة "تسببت بها الحكومة الإسرائيلية عمداً".
ووصلت الممثلة الفرنسية إلى تونس في 31 أوت الماضي، حيث شاركت في تدريبات ميدانية استمرت يومين استعدادًا للرحلة. وأكدت خلال إقامتها أن المشاركين "موحدون في رغبتهم بالعمل سلمياً لفتح ممر إنساني وكسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة".
ومن المنتظر أن ينطلق الأسطول من تونس يوم الأربعاء 10 سبتمبر، بعد أن تأجل موعد الإبحار مرتين بسبب الأحوال الجوية وتأخر انطلاق السفن من برشلونة، والتي سيلتحق بها النشطاء في عرض البحر.
ويضم الأسطول أكثر من 100 مشارك من تونس بينهم نواب وصحفيون وفنانون، إلى جانب شخصيات دولية بارزة مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، إضافة إلى نواب أوروبيين وممثلين عن منظمات إنسانية.
ويأمل المنظمون أن تصل سفن الأسطول إلى غزة منتصف سبتمبر الجاري، بعد أن حالت سلطات الاحتلال دون دخول مساعدات إنسانية في محاولتين سابقتين خلال جوان وجويلية.
يُذكر أن إينيل، التي اشتهرت بدورها في فيلم "صورة سيدة مشتعلة"، ابتعدت عن السينما منذ عام 2020 بعد انسحابها من حفل توزيع جوائز سيزار احتجاجًا على تكريم المخرج رومان بولانسكي، لتتفرغ منذ ذلك الحين للنشاط الحقوقي والسياسي.
ويأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، إذ أسفر العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 عن سقوط أكثر من 64 ألف شهيد و162 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في أوت الماضي حالة مجاعة في القطاع، محذّرة من أن نحو 500 ألف فلسطيني يعيشون في وضع "كارثي"، بينما يواصل الاحتلال حصاره وعدوانه رغم نداءات المجتمع الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.