في إطار الدورة السادسة من تظاهرة "الخروج إلى المسرح" التي ينظمها مسرح الأوبرا، تونس، احتضن مسرح الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي مساء السبت عرض مسرحية "جاكراندا"، نص عبد الحليم المسعودي، إخراج نزار السعيدي، وإنتاج المسرح الوطني التونسي.
العمل، الممتد على قرابة ساعتين، مثّل جرعة مكثفة من المرجعيات المسرحية والسينمائية على مستوى الاقتراح البصري، حيث التقت شاعرية النص بعمق الأسئلة الوجودية، في معالجة جمالية رصينة مدعّمة بديكور باذخ، كوستيم مدروس، وموسيقى تراوحت بين التعبير الدرامي والشحنة العاطفية.
أداء الممثلين شدّ الجمهور بفضل الحضور القوي على الركح، مع تميّز لافت للفنان حمودة بن حسين الذي جسّد بأداء مكثف ومؤثر مفاصل الصراع الوجودي والنفسي.
رافقته في العمل ثلة من الممثلين: أصالة كواص، أنيس كمّون، ثواب العيدودي، حلمي الخليفي، مريم التومي، محمد عرفات القيزاني وحسناء غنام.
"جاكراندا" قدّمت عالما دراميا تتصارع فيه التناقضات: الحب والخيانة، الأمل واليأس، القوة والضعف، الوجود والعدم. ومن داخل مركز للنداء "تانيت"، تحوّل المكان إلى حلبة محاكمات عائلية وانهيارات نفسية، عكست واقع وطن يبحث عن ذاته وسط الفوضى المرضية والانتهازية الجينية، بين عظمة التاريخ وانحدار الذوق العام، وفساد النخب وفقدان الثقة في المستقبل.
و أثار العمل نقاشا ثريا مع الجمهور عقب العرض، بحضور الناقد لطفي العربي السنوسي، المخرج نزار السعيدي وكاتب النص عبد الحليم المسعودي، يؤكد أن السعيدي مخرج صاحب مشروع فني متماسك، برؤية إخراجية واضحة، يقود بها جيلا جديدا من المسرح التونسي.
يذكر أن مسرحية "جاكراندا" ستمثل تونس في مهرجان بغداد الدولي للمسرح، في محطة عربية جديدة لمسيرة هذا العمل الذي جدّد الأمل في انطلاقة مغايرة للمسرح التونسي.