أثار تصريح وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، يوم الاثنين 20 أكتوبر 2025، خلال جلسة خُصّصت لمناقشة أزمة التلوث في قابس، موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلانه عن إحداث مستشفى مختص في علاج السرطان بالجهة.
ورأى العديد من النشطاء أن هذا الإعلان يكشف عن مفارقة موجعة، إذ تُقابل معاناة الأهالي من التلوث الصناعي بمشروع لعلاج الأمراض الناتجة عنه بدل اتخاذ إجراءات وقائية جذرية.
الفنان التونسي لطفي العبدلي كان من أوائل من علّقوا على الخبر بسخرية لاذعة قائلاً: ''يا سلام! كأنكم تقولون للناس: امرضوا وسنعالجكم... المرة الجاية أعلنوا عن بناء أجمل وأكبر مقبرة في البلاد''.
تدوينة العبدلي أثارت سيلاً من التفاعلات بين الغاضبين والساخرين، واعتبرها كثيرون ترجمة صادقة لحالة الإحباط السائدة في صفوف سكان قابس الذين يشعرون بأن وعود السلطات لا تمسّ جوهر الأزمة.
فقابس، التي تعاني منذ عقود من التلوث الناجم عن أنشطة المجمع الكيميائي التونسي، ما تزال تنتظر سياسة حقيقية للحدّ من الانبعاثات السامة، قبل أي حديث عن مستشفى لعلاج آثارها.
و تعيش ولاية قابس، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، على وقع إضراب عام دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل، احتجاجًا على استمرار الأزمة البيئية التي تعاني منها الجهة منذ سنوات.
وقد أوصدت المحلات التجارية وأغلب المؤسسات العمومية والخاصة أبوابها، وتعطلت الأنشطة التجارية والخدمات الإدارية استجابة لدعوة الاتحاد.
عبّر أهالي قابس عن رفضهم للإجراءات الحكومية التي أُعلن عنها أمس الاثنين، مؤكدين تمسكهم بمطلب تفكيك الوحدات الصناعية الملوِّثة.
ويتضمّن برنامج الإضراب مسيرة شعبية حاشدة وسط المدينة، يشارك فيها عمال وتلاميذ وطلبة ونشطاء مدنيون وجماهير رياضية، تعبيرًا عن وحدة الموقف وعمق الغضب الشعبي.
ويحظى إضراب قابس بدعم واسع من الاتحادات الجهوية للشغل بعدد من الولايات، إلى جانب مساندة شعبية كبيرة.