ثقافة و فن

انطلاق مهرجان المسرح التونسي: فسيفساء إبداعية بين العروض والتكريم

 انطلقت مساء السبت 1 نوفمبر بقاعة الفن الرابع بالعاصمة الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع"، التي ينظمها المسرح الوطني التونسي تحت إشراف وزارة الثقافة وبالشراكة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد، لتستمر حتى 8 نوفمبر الجاري.

شهد حفل الافتتاح حضور عدد من الفنانين والمبدعين والمثقفين، إلى جانب ممثلين عن الوزارة.
افتتح المدير العام للمسرح الوطني ومدير المهرجان، الدكتور معز المرابط، كلمته بالتأكيد على أن المهرجان أصبح منصة سنوية لتلاقي المسرحيين، واختبار التجارب الجديدة، والاحتفاء بالمواهب الشابة، مشددًا على أن المسرح رافعة للوعي والتنوير وبناء الإنسان الحر الواعي بهويته والمنفتح على العالم.
وأوضح المرابط أن الدورة الثالثة تؤكد نجاح الرهان على اللامركزية الثقافية، مشيرًا إلى انطلاقة المهرجان هذا العام من ولاية توزر ضمن الدورة التأسيسية لـ "ملتقى الجنوب للمسرح" تحت شعار "المسرح والمدينة"، في خطوة لإقتراب الفن من الجمهور في كل الجهات..
تميزت الدورة بمشاركة واسعة للشباب، إلى جانب استمرار تجربة "الماستر كلاس" في الصورة والفيديو والنقد المسرحي لتطوير مهارات الطلبة والهواة نحو الاحتراف. كما سعى المهرجان إلى بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات وطنية ودولية، منها "بيت الحكمة" والمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر والمدرسة العليا للسمعي البصري والسينما بقمرت، بالإضافة للشراكة المتواصلة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد.
واحتوى حفل الافتتاح على تكريم رموز المسرح التونسي الراحلين أنور الشعافي ومحمد الفاضل الجزيري، وتضمن عروضًا فيديوية وقراءات شعرية احتفاء بذكراهما. كما استضاف المهرجان معرضًا تشكيليًا بعنوان "مشهديات: المسرحة في أعمال عادل مقديش"، والذي يستمر حتى 31 جانفي 2026، ليجمع بين التجربة التشكيلية والمسرحية.
تتضمن المسابقة الرسمية لهذه الدورة 14 عرضًا مسرحيًا، تختبر لجنة تحكيم متخصصة جودة الأعمال في مجالات الإخراج، النص، الأداء، والسينوغرافيا، مع جوائز مالية تقدّر قيمتها من 10 إلى 30 ألف دينار، إلى جانب ثلاث جوائز تشجيعية للمواهب الشابة في مجالات النقد والفيديو والتصوير الفوتوغرافي.
كما أطلق المهرجان محورًا جديدًا بعنوان "أغورا المواسم"، ليكون منصة للحوار المفتوح بين الفنانين والنقاد والجمهور حول قضايا المسرح التونسي ومستقبله، مؤكدًا أن "مواسم الإبداع" لا يقتصر على العروض فقط، بل يمتد ليكون فضاء للتفكير الجماعي والابتكار الفني.
تستمر هذه الدورة المثرية حتى 8 نوفمبر، حيث تختتم بعرض خاص بعنوان "عربون 3"، تكريمًا لروح المبدع الراحل محمد الفاضل الجزيري، مع الاحتفاظ بالذاكرة المسرحية والتشكيلية للبلاد من خلال برنامج شامل يجمع بين التجربة الفنية، الحوار النقدي، والتكريم المستمر للمبدعين.