أعلن السجين السياسي رضا بلحاج مقاطعة جلسة محاكمته في قضية التآمر إذا أصرت المحكمة على عقدها عن بُعد دون حضور المتهمين.
وطالب بلحاج، في رسالة وجّهها من السجن، المحامين بعدم تمثيله قانونيًا في حال تمسّكت المحكمة بغياب المتهمين. واعتبر أن الإصرار على تنظيم المحاكمة عن بُعد يُجسّد أحد مظاهر الأزمة التي يمرّ بها القضاء في تونس، قائلاً: إن المرفق القضائي يعيش اليوم أسوأ فتراته منذ الاستقلال، حتى ليبدو وكأنه يعيدنا إلى عصور الظلام، حين كانت المحاكمات تُجرى دون حضور المتهم، وتُحجب هويات شهود الإثبات، وتصدر الأحكام وفق أهواء الحاكم أو محيطه، كما كان معمولاً به في المرسوم الملكي لسنة 1776.
وأضاف أن المحكمة ماضية في تغييب المتهمين لطمس الحقائق، في مخالفة واضحة للقوانين التي حدّدت شروطًا دقيقة لإجراء المحاكمات.
وتابع قائلاً: لقد تحوّل الأمر إلى عملية تنكيل وتشفٍّ ممنهجة، تستهدف المكاسب الحقوقية كافة، وتمسّ جوهر الحريات الفردية والعامة داعيا إلى تحرك عاجل لتحرير القضاء من قبضة السلطة، وتمكين المحامين من الاضطلاع بدورهم الطبيعي في حماية سيادة القانون وضمان العدالة.
كما أكد دخوله في إضراب عن الطعام تضامنًا مع السجين السياسي جوهر بن مبارك منذ بداية شهر نوفمبر الجاري.
وفي الفترة الأخيرة، عبّر السجناء السياسيون وعائلاتهم ومحاموهم عن احتجاجهم على استمرار تمسّك المحكمة بإجراء المحاكمة عن بُعد.