اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، استهداف المدارس والمستشفيات في مدينة كوقلي بولاية جنوب كردفان، جنوبي السودان، "انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني".
جاء ذلك وفق بيان صدر عن المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، أعرب فيه عن صدمته إزاء تقارير أفادت بمقتل عشرات الأطفال والمدنيين في هجمات مميتة في ولاية جنوب كردفان.
والأحد، أعلنت السلطات السودانية، ارتفاع عدد ضحايا مجزرة ارتكبتها "قوات الدعم السريع" و"الحركة الشعبية- شمال" بقصف على مدينة كوقلي بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد، إلى 114 قتيلا، بينهم 63 طفلا.
وقال غوتيريش، وفق البيان إن تقارير أفادت بوقوع ثلاث غارات على الأقل في مدينة كلوقي في 4 ديسمبر استهدفت اثنتان منها روضة أطفال، بينما استهدفت الثالثة مستشفى نُقل إليه مصابون لتلقي العلاج.
وأدان غوتيريش جميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، معتبرا أن استهداف المدارس والمستشفيات قد يُشكل "انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني".
وشدد على ضرورة أن تحترم كافة الأطراف المدنيين في السودان وأن تحميهم وأن تسمح بوصول الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك الرعاية الطبية إلى المدنيين المحتاجين وأن تسهل مرور الإغاثة الإنسانية بسرعة وبدون عوائق.
ولفت إلى أنه في اليوم نفسه، استهدفت غارة جوية قافلة إنسانية في شمال كردفان كانت تنقل مساعدات غذائية إلى شمال دارفور، ما أدى إلى إتلاف شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وإصابة سائق الشاحنة بجروح خطيرة.
واستنكر الأمين العام هذا الهجوم على العمليات الإنسانية في وقت تشتد فيه الحاجة إليها، محذرا من تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم كردفان بالتزامن مع انخفاض الإمدادات المنقذة للحياة، وفي ظل وجود مجاعة في كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
ودعا غوتيريش إلى "عدم تكرار الانتهاكات والتجاوزات المروعة لحقوق الإنسان التي أُبلغ عنها في الفاشر خلال الأشهر الأخيرة، وكذلك التقارير عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، في إقليم كردفان".
وطالب جميع الدول التي لها نفوذ على الأطراف بالسودان، بأن تتخذ إجراءات فورية لوقف القتال فورا ووقف تدفق الأسلحة الذي يؤجج الصراع.
وجدد دعوته للأطراف إلى الاتفاق على وقف فوري للأعمال العدائية، واستئناف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وعملية سياسية شاملة وجامعة بملكية سودانية.
وأكد استعداد الأمم المتحدة لدعم أي خطوات حقيقية لإنهاء القتال في السودان، ورسم الطريق نحو السلام الدائم.
والأحد، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، مجزرة كلوقي، ودعا إلى فتح تحقيقات مستقلة وتقديم المسؤولين للعدالة، وفق بيان للمفوضية.
ولم يصدر عن "قوات الدعم السريع" أي تعليق بهذا الخصوص، لكنها تدعي تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أفريل 2023.
بينما تقول جهات رسمية ومحلية في السودان إن "قوات الدعم السريع" ارتكبت مجازر بحق المدنيين في أكثر من منطقة خلال الحرب، وسط إقرار قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" بارتكاب قواته "تجاوزات" بمدينة الفاشر غربي السودان.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أسابيع، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ 13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.