اقتصاد

النفطي : زيت الزيتون التونسي بات أحد أعمدة الاقتصاد الوطني

 شدّد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، اليوم الاثنين 22 ديسمبر 2025، على أهمية انخراط السلك الدبلوماسي المعتمد لدى تونس في دعم المساعي الوطنية الرامية إلى التعريف بزيت الزيتون التونسي والترويج له عالميًا، وذلك في إطار شراكات بنّاءة تخدم الاقتصاد الوطني.

وخلال كلمة ألقاها بمناسبة تنظيم “يوم الدبلوماسية من أجل زيت الزيتون التونسي” بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، أكّد النفطي أنّ الدبلوماسية التونسية سخّرت شبكتها من البعثات بالخارج لتعزيز حضور زيت الزيتون التونسي في الأسواق التقليدية وفتح آفاق جديدة أمامه في أسواق واعدة.
وأبرز الوزير الدور المحوري الذي تضطلع به الجالية التونسية في الخارج، معتبرًا إياها سندًا أساسيًا لهذا المنتوج الوطني وسفيرًا طبيعيًا له خارج الحدود.
وأعرب النفطي عن تطلّعه إلى أن يتحوّل يوم الدبلوماسية من أجل زيت الزيتون، الذي يُنظم للمرة الأولى هذا العام، إلى موعد سنوي للاحتفاء بهذا المنتوج في أبعاده الاقتصادية والثقافية والحضارية، بما يعكس تضافر الجهود الوطنية لتثمينه وجعله رافعة حقيقية للاقتصاد التونسي.
وأوضح أن زيت الزيتون التونسي بات أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، إذ نجح في النفاذ إلى أكثر من 60 دولة، مستندًا إلى جودة بيولوجية عالية تشهد لها الأسواق العالمية، وهو ما يؤكد وجاهة الرهان على هذا القطاع منذ عصور ما قبل الميلاد.
وفي السياق ذاته، أشار الوزير إلى “زيتونة الشرف” الواقعة بين منطقتي الهوارية ودار علوش بالوطن القبلي، والتي يعود عمرها إلى أكثر من 2500 سنة، باعتبارها رمزًا حيًا لعمق هذا الإرث وقدرة شجرة الزيتون على الصمود في مختلف الظروف المناخية.
وأضاف النفطي أن تونس تحتل اليوم مراتب متقدمة عالميًا من حيث عدد أشجار الزيتون، بأكثر من 100 مليون شجرة تمتد على مساحة تناهز مليوني هكتار، فضلًا عن تصدرها مراتب رائدة في حجم الإنتاج وجودة الزيت، المتوَّج بعشرات الميداليات الذهبية في مسابقات دولية مرموقة.
كما استحضر الوزير الإرث الحضاري التونسي في المجال الفلاحي، مذكّرًا بأن تونس قدّمت للبشرية أول موسوعة فلاحية دوّنها “ماغون القرطاجني”، في دلالة على ريادة التونسيين في علوم الفلاحة منذ القدم، فضلًا عن ارتباط الزيتونة بالموروث الديني والثقافي، حيث حمل جامع الزيتونة اسمها وأضحى رمزًا للوسطية والاعتدال.
وبيّن النفطي أن شجرة الزيتون وزيتها أسهما في صياغة ممارسات غذائية وصحية وروحية وتجميلية ميّزت الشخصية التونسية عبر العصور، مشيرًا إلى أن التونسيين احترفوا إنتاج زيت الزيتون وتسويقه وتجويده منذ آلاف السنين، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من منظومتهم الاقتصادية وهويتهم الوطنية.
ويُذكر أن يوم الدبلوماسية من أجل زيت الزيتون التونسي تضمن مداخلات لعدد من الباحثين والجامعيين المختصين في الشأن الفلاحي والثقافي، إلى جانب تنظيم معرض للوحات فنية مستوحاة من شجرة الزيتون، ومعارض مصغّرة للصناعات التقليدية ومشتقات زيت الزيتون، إضافة إلى عرض لمنتجات المؤسسات المصدّرة المتوجة وطنيًا ودوليًا، ومعرض خاص بمشاتل أشجار الزيتون التونسي.