فيلم ''نوار عشية'' في قاعات السينما التونسية ابتداءً من 7 جانفي 2026
2025.12.30 10:46
يُطرح فيلم "نوار عشية" للمخرجة التونسية خديجة المكشر رسميًا في القاعات السينمائية التونسية بداية من 7 جانفي، بعد أن سبقه عرض ما قبل الأول بقاعة الكوليزي.
ويمثّل هذا العمل التجربة الروائية الطويلة الأولى للمخرجة، بعد مسيرة حافلة في الأفلام القصيرة والإنتاج، ليأتي ''نوار عشية'' كفيلم يحمل بصمة فنية واضحة ويغوص في قضايا اجتماعية مؤلمة وحارقة.
تدور أحداث الفيلم في حيّ هلال الشعبي والمهمّش بالعاصمة تونس، حيث نتابع قصة "دجو"، مدرّب ملاكمة يدير قاعة قديمة ومتداعية، ويحاول مقاومة المرض واليأس عبر التمسك بحلم أخير: صناعة بطل يعيد إليه الأمل والمعنى.
هذا الحلم يتجسّد في الشاب "يحيى"، الذي يكتشف المدرب موهبته الفطرية في الملاكمة ويسعى إلى صقلها وانتشاله من واقع قاسٍ.
غير أنّ طريق يحيى لا تسير في اتجاه واحد، فبينما يرى فيه دجو مشروع خلاص، ينشغل عقل الشاب بحلم آخر يشبه أحلام جيل كامل، وهو الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا. ومن هنا يرسم الفيلم صراعًا إنسانيًا عميقًا بين الرغبة في النجاح داخل الوطن، وبين الإحباط واليأس اللذين يدفعان الشباب إلى ركوب قوارب الموت.
ويحمل عنوان الفيلم "نوار عشية" بعدًا رمزيًا شاعريًا قويًا، إذ تحيل هذه الزهرة التي تتفتح مساءً وتذبل مع بزوغ الفجر، إلى مصير أحلام تتوهج سريعًا قبل أن تنطفئ، سواء بسبب التهميش أو الغرق في البحر، في استعارة بصرية تختزل واقع شباب تُجهض طاقاتهم قبل اكتمالها.
على مستوى المشاركات الدولية، شهد الفيلم عرضه العالمي الأول ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين سنة 2024، حيث نافس على جائزة الهرم الذهبي. كما توّج في المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأغادير في ديسمبر 2025 بجائزتي أفضل إخراج للمخرجة خديجة المكشر، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل دور رجالي للممثل الشاب إلياس القادري عن أدائه دور يحيى.
ويضم طاقم العمل كلًا من إلياس القادري، يونس مكري، فاطمة بن سعيدان، البحري الرحالي، أمير التليلي، معز التومي، والصحبي عمر، في أداء جماعي يراهن على الصدق والاقتصاد في التعبير.
فنيًا، يزاوج "نوار عشية" بين الواقعية القاسية في تصوير الأحياء المهمشة، والتدريبات الشاقة، ومآسي الهجرة، وبين لمسة شاعرية تحضر عبر رمزية الزهور والبحر. وهو لا يقدّم الهجرة كموضوع فقط، بل كجرح مفتوح، وصوت احتجاج بصري ضد نزيف الطاقات الشابة، وضد بحر متوسّط تحوّل إلى مقبرة للأحلام.