وطنية

الغنوشي وعد الامريكان بقاعدة عسكرية في الجنوب التونسي و مكتب اتصال مع اسرائيل

 كشفت مجلة '' مغرب كونفيدونسيال'' في تحقيق مطول عن عدم رضاء الادارة الامريكية على حركة النهضة ، و اعادتها لكل حساباتها تجاه علاقاتها بحركة النهضة ، بعد فترة وصفت بانها "شهر عسل" بين قياديي الحركة و النهضة وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس، الذين راهنوا على الحركة وكانوا من الداعمين لها منذ سقوط نظام الرئيس بن على، لتكون وجها مقبولا للإسلام السياسي في شمال إفريقيا غير معاد للغرب و"منفتح" على كل أشكال التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي.

و نقلت صحيفة الفجر الجزائرية عن مجلة ''مغرب كونفيدونسيال'' أن نقاشا حادا يجري حاليا في البيت الابيض والكونغرس حول طبيعة المسار الذي ينبغي ان تنتهجه الادارة الامريكية مع تطورات الوضع في تونس، التي تنذر الأزمة التي تشهدها أن تفرز نسخة طبق الأصل للازمة المشتعلة في مصر عقب ازاحة الرئيس المصري محمد مرسي من الحكم.
و اضافت المجلة ان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة صرح للأمريكيين" بأنه ضد تطبيق الشريعة ومع نظام دولة مدنية"، وفق النموذج القريب من أيدولوجية حزب العدالة والتنمية التركي.
و تابعت ان هذا الخطاب استهوى الأمريكيين الذين اعتبروا أن توجهات حركة النهضة بتونس تستجيب لتطلعات أمريكا ومصالحها والغرب في المنطقة، لتبدأ بعدها طقوس الغزل المتبادل تجسدت في سلسلة من الزيارات واللقاءات الرسمية المعلنة والسرية بين العديد من مسؤولي حركة النهضة في الحكومة والحزب، مع شخصيات سياسية نافذة في الكونغرس الأمريكي، من أكثرها ترددا على تونس جون ماكين الجمهوري وزميله جو ليبرمان، المعروفان بكونهما أكبر المدافعين عن المصالح الإسرائيلية قبل الأمريكية.
و اشارت الى ان تردي الأوضاع الأمنية وانفلات الأمور بليبيا، عقب التدخل العسكري للناتو الذي أدى إلى الإطاحة بالعقيد القذافي، ودخول الميليشيات الليبية المسلحة طرابلس، اقترح السيناتور جون ماكين، على الرئيس أوباما الاستثمار فعليا في علاقات واشنطن الجيدة مع حركة النهضة ، وإنشاء قاعدة عسكرية للرصد والمراقبة في الجنوب الغربي لتونس، لمراقبة الوضع في ليبيا، على أن تتوسع علاقات التعاون والتنسيق الامني والعسكري مع تونس، لتتحول لاحقا الى مركز القيادة المركزية لقوة "الافريكوم" بشمال إفريقيا، بعد رفض الجزائر.
و اضافت ان هذا الاقتراح، وهو في الواقع طلب أمريكي، أبلغه جون ماكين والسيناتور جو ليبرمان إلى حمادي الجبالي وراشد الغنوشي، اللذين وافقا على كل الترتيبات المتعلقة بهذا الشكل من التواجد والتعاون الأمريكي مع تونس، حيث وعد أوباما الغنوشي بمساعدات أمريكية مالية عاجلة في شكل هبات لدعم المؤسسات المدنية والاقتصاد التونسي، وذهب الأمريكيون إلى حد جعل تونس من الدول التي تحظى بالاولوية في مجال المساعدات.
و اشارت الى كل لقاءات الأمريكيين مع المسؤولين في الحكومة التونسية ورموز النهضة ، لا تخلو من التلميحات والنصائح الودية للتونسيين، بضرورة تحسين علاقاتهم مع إسرائيل وفتح قنوات اتصال مع الدولة العبرية، تتكفل دولة قطر بتحضير الأرضية لها ومرافقة أية انفتاح لتونس في هذا الاتجاه، حيث توجت هذه المساعي الأمريكية والقطرية بتصريح راشد الغنوشي بأن "لا مشكلة لحركة النهضة مع إسرائيل"، وهو ما اعتبره أعضاء في الحكومة بمثابة الموافقة الضمنية والمبدئية على تطبيع العلاقة مع إسرائيل، مع ترك أشكال وصيغ هذا التطبيع مفتوحة لغاية البت نهائيا في نصوص الدستور الذي أصرت حركة النهضة وراشد الغنوشي شخصيا على أن لا يتضمن أي عوائق تحول دون التطبيع مع إسرائيل وإنشاء علاقات معها، ما أثار زوبعة في الأوساط والأحزاب السياسية التونسية القومية والديمقراطية التي اكتشفت حقيقة نوايا الخطاب المزدوج لرموز حركة النهضة، حيث طالبت جل الشخصيات والأحزاب والقوى الديمقراطية بإدراج مادة في الدستور تجرم التطبيع مع إسرائيل.
و قالت المجلة ان هجوم انصار الشريعة على السفارة الامريكية و تساهل الشرطة معهم  الأمر الذي دفع بالخارجية الأمريكية إلى إصدار أمر لجميع مواطنيها بمغادرة تونس "فورا"، ما يعني بلغة دبلوماسية أن أمريكا لم تعد تثق بحكومة المتهمة بجزء من المسؤولية في الهجوم الذي شن على مصالحها الدبلوماسية.
كل هذه المعطيات والحقائق كانت محل متابعة من طرف الإدارة الأمريكية التي تشبثت لآخر لحظة بحكم حركة النهضة، إلا أن التقارير المريبة التي كانت تصلها من مصادر مخابرات دول أوروبية وحليفة لأمريكا مثل فرنسا، كانت تشير كلها إلى تواطؤ مريب بين حركة النهضة والمجموعات الأصولية السلفية الإرهابية بتونس وخارجها.