في إحدى أمسيات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي، اعتلت الفنانة نايكا ركح المسرح يوم الإثنين 14 جويلية 2025، وقدّمت عرضًا موسيقيًا تجاوز الأطر التقليدية، محوّلة الموسيقى إلى لغة كونية تخاطب القلوب دون وسيط لغوي أو ثقافي.
أمام جمهور متنوّع، تحدثت نايكا بلغتين وغنّت بأنماط متعددة، في لحظة فنية جسّدت روح العولمة الثقافية. لم يكن الانتماء إلى جغرافيا أو مدرسة فنية هو ما فرض حضورها، بل القدرة على التداخل والانفتاح والتجاوز، وهي سمات أصبحت تُشكّل جوهر الهوية الفنية الجديدة.
المقطوعات التي قدّمتها لم تكن مجرّد تنويعات إيقاعية، بل عبور صريح بين القارات، مزجت فيه بين البوب، والـR&B، والجاز، والغوسبال، والهيب هوب، بأسلوب فني متماسك يمثّل مزيجًا من روافد موسيقية مختلفة، تنصهر في صوتها وأدائها.
وما ميّز العرض أيضًا هو الحميمية والصدق، حيث تواصلت نايكا مع الجمهور من خلال قصص شخصية ورسائل إنسانية حول الحرية، والعدالة، والحب، والانتماء إلى العالم دون حدود. كان صوتها وجسدها هما الوسيط الأصدق، دون الحاجة إلى مؤثرات مبالغ فيها أو تقنيات استعراضية.
في لحظة تفاعل جماعي، حيث الغناء والتصفيق جاءا من كل اتجاه، بدا واضحًا أن الموسيقى،حين تكون صادقة، تخلق وحدة شعورية عابرة لكل اختلاف.
لقد أثبت هذا العرض مجددًا أن مهرجان الحمامات يواصل أداء دوره الثقافي والفني كمنصة للحوار والتفاعل بين الشعوب، مؤكدًا أن المسارح المحلية يمكن أن تتحوّل إلى فضاءات للتلاقي الكوني، حيث تذوب الحدود وتلتقي الأصوات في سيمفونية إنسانية واحدة.