وطنية

التونسيون يحتفلون بالمولد النبوي الشريف

 يحتفل التونسيون، اليوم الخميس 4 سبتمبر 2025، بذكرى المولد النبوي الشريف، في أجواء عائلية مميزة تميّزت كالعادة بتحضير "العصيدة" التي تعدّ الطبق الرمزي لهذه المناسبة.

وتتنوع العصيدة في المائدة التونسية بين نوعين رئيسيين:
العصيدة البيضاء: تُطهى من الفارينة الماء مع إضافة الزبدة والسكر والفانيليا، وتُقدّم عادة ساخنة بزينة بسيطة من المكسرات-
عصيدة الزقوقو: وهي الأشهر تحضّر من حبوب الصنوبر الحلبي (الزقوقو) المطحون، يُمزج بالدقيق ويُطهى تدريجيًا مع الحليب والسكر حتى يصبح قوامها متماسكًا، ثم تزيَّن بالفواكه الجافة والمكسرات كاللوز والفستق والبندق.
وتحوّلت العصيدة في السنوات الأخيرة إلى مجال للتفنن والإبداع، حيث تتنافس الأسر ومحلات الحلويات على تقديم أطباق مزخرفة تجمع بين المذاق الأصيل واللمسة العصرية.
جذور تقليد العصيدة في تونس
يعود أصل هذه العادة إلى موروث قديم متجذر في المجتمع التونسي، إذ ارتبط تحضير العصيدة بالمولد النبوي منذ القرن التاسع عشر تقريبًا. ويُقال إن عادة إعداد "عصيدة الزقوقو" بدأت في تونس العاصمة في أواخر القرن التاسع عشر، بعد أن لجأ الأهالي لاستعمال حبوب الصنوبر الحلبي إثر أزمة غذائية، لتتحول مع مرور الزمن إلى طبق فاخر يرمز للكرم والبهجة العائلية.
وبذلك يجمع التونسيون في احتفالات المولد بين البعد الروحي المتمثل في الذكرى الدينية، والبعد الاجتماعي الذي يعكس دفء العائلة واستمرارية التقاليد من جيل إلى جيل.