في ندوة صحفية أمام المسرح البلدي بالعاصمة تونس، شدّد أعضاء هيئة تنظيم أسطول الصمود المغاربي على أن حادثة ميناء سيدي بوسعيد لن توقف مسيرة الأسطول نحو غزة، رغم الجدل الكبير الذي أثاره اندلاع النيران في سفينة فاميلي، أكبر سفن الأسطول العالمي.
غسّان الهنشيري، عضو الهيئة، أكد أن السلطات التونسية قامت بجميع الفحوصات والإجراءات الفنية، مضيفًا أن الملف بات "ذا صبغة سرية ويتعلق بأمن الدولة"، وهو ما يمنع تقديم تفاصيل إضافية لكنه شدّد على أن "ما حصل لن يغيّر بوصلتنا… وساعات فقط تفصلنا عن الإبحار نحو غزة لكسر الحصار".
الهنشيري دعا التونسيين إلى الخروج بالآلاف لتوديع الأسطول، معتبراً أن الدعم الشعبي بات ضرورة ملحّة: "لا يرهبنا هذا الكيان المحتل… إرادتنا من إرادة الشعوب، وإرادة الشعوب لا تُقهر".
وائل نوار، عضو آخر في الهيئة، أشار بدوره إلى أن الأيام القادمة ستكون "أصعب من التي مضت"، مؤكداً أن الملف في عهدة فرق أمنية وقضائية مختصّة، زوّدت بكل التسجيلات والمعطيات المتوفرة.
أحد أفراد طاقم "فاميلي" روى أن السفينة تعرضت لتحليق طائرة درون دقائق قبل اشتعال النيران في سترات النجاة وانفجارها. في حين عبّر الناشط البرازيلي تياغو أفيلا عن امتنانه للشعب التونسي قائلاً: "استقبال تونس للأسطول مثال يُحتذى به عالميًا".
أما مقررة الأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي، فاعتبرت أن ما جرى لا يجب أن يثبط العزائم: "قد لا يتحقق الهدف غدًا، لكنه سيتحقق بعد غد، فالمسألة مسألة وقت".
من جهتها، نفت السلطات التونسية أي "عمل عدائي أو استهداف خارجي"، مؤكدة أن الحريق ناجم عن حادث عرضي بإحدى سترات النجاة.
ورغم تضارب الروايات، يواصل الأسطول حشد الدعم، في انتظار انطلاقه من تونس يوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025، بمشاركة نشطاء من 44 دولة، ضمن مبادرة دولية تضم أسطول الصمود المغاربي، أسطول الحرية، الحراك العالمي إلى غزة، والمبادرة الشرق آسيوية Sumoud Nusantara.