تتجه الأنظار إلى الموسم السياحي التونسي لسنة 2026، حيث تستعد البلاد مبكرًا لضمان موسم ناجح يعزز موقعها في خريطة السياحة العالمية، وسط منافسة إقليمية متصاعدة تتطلب حملات ترويج قوية واستثمارات مدروسة لصناعة صورة حديثة وجذابة للوجهة التونسية.
ميزانية مخصّصة لدعم الترويج السياحي
يحمل مشروع قانون المالية لسنة 2026 رؤية واضحة لتعزيز القطاع، من خلال تخصيص 42 مليون دينار لعمليات الترويج والإشهار، وهو نفس المبلغ المرصود للسنة الجارية، ما يعكس مواصلة الدولة دعمها لهذا القطاع الحيوي.
كما تم تخصيص برنامج إضافي بقيمة 8 ملايين دينار لتحسين تنافسية القطاع عبر أنشطة ترويجية داخل تونس وخارجها، وفقًا لموقع تونس الرقمية.
وتتمثل المهمة الأساسية للقطاع في تطوير حملات تواصل مبتكرة تبني صورة إيجابية لتونس في أذهان المسافرين، لا تقتصر على الشواطئ والمواقع الأثرية فحسب، بل تبرز تجربة غنية تجمع بين الأصالة والحداثة، والتراث والابتكار.
وتشير دراسات حديثة إلى أن ما يقارب نصف المسافرين يغيرون وجهاتهم بناءً على الآراء والتقييمات المتداولة على الإنترنت، وهو ما يجعل من الضروري الاستثمار في إدارة السمعة الرقمية والتفاعل الذكي مع المحتوى المنشور عن تونس، في وقت تكثّف فيه الوجهات المنافسة حضورها على الفضاء الرقمي.
تونس ضمن أفضل الوجهات العالمية
وفي مؤشر مهم على جاذبية الوجهة، صنّفت شركة لونلي بلانيت العالمية تونس ضمن أفضل 25 وجهة للسفر في 2026، لتحل في المرتبة الخامسة عالميًا.
وجاء في التصنيف أن تونس وجهة مبهرة بتنوع ثقافاتها وتراثها العريق ومدنها العتيقة المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب مواقعها الأثرية وجزرها الهادئة وواحات الجنوب الفريدة، فضلاً عن سهولة التنقّل داخل البلاد بفضل شبكة الطرقات والسكك الحديدية المتطورة.
أرقام قياسية وطموح أكبر
وسجلت تونس في عام 2024 رقمًا قياسيًا بأكثر من 10 ملايين سائح من مختلف الأسواق العالمية، من بينهم 328 ألف تونسي غير مقيم، محققة نموًا بـ9% مقارنة بسنة 2023، في أفضل حصيلة منذ 2019.
وتسعى البلاد خلال 2025 و2026 إلى تجاوز سقف 11 مليون سائح، مدعومة بحملات ترويج جديدة ورؤية طموحة لقطاع يشكل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.