مهدي الزريبي يتألق في المسابقة الدولية للطهاة ذوي الهمم (صور)

وقد أُقيمت الفعالية تحت إشراف الشاف منير العارم والشف محمد أكرم شريف، بحضور عدد من الإعلاميين.

 ويُعدّ هذا التتويج إنجازًا بارزًا، إذ يؤكد قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على التميز في المهن الاحترافية، ويبرز أهمية الإدماج داخل المطابخ المهنية.

مهدي الزريبي، البالغ من العمر 39 عامًا والمصاب بمتلازمة داون، والذي يعمل في مطعم "Le Baroque" منذ جانفي 2020، تمكن، بمرافقة مدربه بلال الوشتاتي، من تحقيق المركز الثالث في هذه المسابقة الدولية التي أقيمت بمدرسة Sainte-Marie بمدينة باييول شمال فرنسا. كما نال مهدي جائزة خاصة بالبيئة والتنمية المستدامة، تقديرًا لالتزامه بمعايير الاستدامة أثناء إعداد أطباقه.

وقال مدربه بلال الوشتاتي: "مهدي منضبط ومتحمس ومحبّ لمهنته، وهو أكثر من متدرّب؛ إنه شريك عمل وصديق مخلص، ويظهر التفاهم بيننا حتى داخل أفران المطبخ. أنا واثق أنّه سيحقق مستقبلًا باهرًا لما يمتلكه من موهبة وقلب كبير."

ومن جهته، أعرب مهدي الزريبي عن طموحه لمواصلة مساره المهني في عالم الطبخ، مؤكدًا: "أتمنى أن أواصل التطور في هذا المجال وأن أحقق نجاحات أكبر."

يُذكر أنّ مسابقة "L’Assiette Gourm’Hand" أُطلقت عام 2003 بمبادرة الشاف "Benoît Flahault"، بدعم من الأكاديمية الوطنية للطهي الفرنسية، وتستهدف إبراز مهارات الطهاة من ذوي الإعاقة وتشجيعهم على الانخراط في عالم المطابخ الراقية. وقد شارك في هذه الدورة 16 فريقًا من ستة دول، بينهم فرنسيون، إيطاليون، مغاربة، تونسيون، بلجيكيون، وسويسريون.

 

ويُعدّ نجاح مهدي الزريبي مثالًا ملهمًا على إدماج أصحاب الهمم في سوق العمل، خصوصًا في قطاع الطهي، حيث تواجه هذه الفئة من ذوي الإعاقة الذهنية نسب بطالة مرتفعة، وتظل فرص العمل المتاحة لهم محدودة جدًا مقارنة ببقية السكان.

إن هذه الخطوة، التي قام بها الشاف منير العارم بفتح أبواب مطعمه أمام موهبة مختلفة، تعتبر مبادرة تستحق التشجيع والدعم، إذ تُظهر أنّ القدرة على الإبداع والتميز ليست حكرًا على أحد، وأن المواهب الحقيقية يمكنها أن تتألق مهما كانت الظروف.