وطنية

رسالة مؤثرة من ابنة سلوى غريسة: لن أصمت حتى يسمع العالم اسم أمي

 في رسالة مؤثرة، كشفت ابنة سلوى غريسة، الناشطة البارزة في الدفاع عن الحق في الاختلاف والتي تقبع في السجن منذ ديسمبر 2024، عن ألمها وأملها في آن واحد. وكتبت: "غالبًا ما أسأل نفسي: لماذا لا يتحدث الناس بما يكفي عن أمي؟ لماذا تُنسى امرأة كرّست حياتها للدفاع عن حقوق الآخرين، امرأة ناضلت دائمًا من أجل العدالة، وتُترك اليوم وحيدة خلف الجدران والأقفال؟"

بدأت سلسلة الاستدعاءات القانونية لسلوى غريسة في 9 ديسمبر 2024، حين تم استدعاؤها لأول مرة من قبل الإدارة الفرعية للأبحاث الاقتصادية والمالية بالقرجاني. وبعد استجوابها أُفرج عنها، لتُستدعى مرة أخرى في اليوم التالي، لكنها وُضعت هذه المرة تحت الإيقاف التحفظي لمدة 48 ساعة في مركز الإيقاف ببوشوشة.
وبعدها، في 12 ديسمبر، مثلت أمام وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بنزرت، ثم أمام قاضي التحقيق الذي أذن بفتح تحقيق، لينتهي المطاف بها في السجن المدني بمنوبة.
وفي ظل هذه المحنة، عبرت ابنتها عن شعورها بالعزلة، قائلة: "أشعر أحيانًا أن العالم يركز فقط على من هم مشهورون بالفعل، بينما تبقى أمي في الظل، في السجن، وحيدة. أنا أحارب كل يوم لأسمع صوتها، لأكرّمها، لأذكّر الجميع بمن هي… لكن أحيانًا أشعر أن جهودي لا تكفي."
ومع ذلك، استمدّت الطفلة القوة من رؤية مناضلات أخريات، فقالت: "عندما أرى المحامية سنية الدهماني، يعود إليّ الأمل. وعندما أرى ما أنجزته السيدة رملة الدهماني ونور، القوة التي أظهرتها، والشجاعة الهائلة التي امتلكتها، أقول لنفسي: عليّ أن أواصل النضال، بلا توقف، بلا استسلام."
وأضافت: "هناك عبارة لا تفارق ذهني أبدًا: قبل أن تُطلق سراح المحامية سونيا، احتضنتني السيدة رملة بعد كلمتي وقالت لي: 'سننجح في ذلك'. تلك الكلمات أعادت إليّ القوة والعزيمة."
وتختتم ابنتها رسالتها بصرخة أمل وإصرار: "نعم، سأواصل الحديث، لن أصمت أبدًا. سأستمر حتى يسمع العالم بأسره اسم أمي… وحتى تعود أخيرًا إلى بيتها، إلى حريتها، إلى حياتها. أمي دافعت عن العالم، واليوم يبدو أن العالم نسيها. أنا أحمل صوتها، أحمل شجاعتها، ولن أتنازل أبدًا. يومًا ما ستخرج. يومًا ما ستتكلم العدالة باسمها. وفي ذلك اليوم سأقول بفخر: لقد نجحنا، يا أمي . تلك الابتسامة الرائعة، ابتسامتها، وُجدت لتضيء العالم، لا لتُخفى خلف الجدران."