وطنية

رياض جراد يضلل الرأي العام بفيديو مجتزأ من احتجاجات المزونة

أثار المحلل السياسي رياض جراد موجة من الانتقادات بعد نشره لفيديو على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي، ادعى من خلاله أن سكان مدينة المزونة عبروا عن دعمهم لرئيس الجمهورية قيس سعيد. غير أن التحريات والتسجيلات الكاملة للحدث كشفت أن الفيديو تم اقتطاعه من سياقه الحقيقي، وأن المحتجين كانوا في حالة غضب شديد، يطالبون بحضور رئيس الجمهورية شخصيًا إثر الفاجعة التي شهدتها المزونة بعد إنهيار سور في المعهد الثانوي بالمزونة اسفر عن وفاة 3 تلاميذ و اصابة اخرين.
الفيديو الذي نشره جراد أظهر عدة ثواني ينادي فيها عدد من المواطنين بحضور رئيس الجمهورية ، وتم تقديمها على أنها دليل على الدعم الشعبي، في حين أن السياق الكامل يُظهر عكس ذلك تمامًا.

 فقد خرج أهالي المزونة في احتجاجات غاضبة على خلفية "فاجعة المزونة"، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية، وتوفير فرص العمل والتنمية الجهوية، ورفعوا شعارات تعكس حالة من التهميش والغضب من سياسات الدولة.
وما أثار الاستغراب هو تعمد جراد الاقتصار على ثوانٍ محددة من الفيديو الأصلي، في محاولة لتوجيه الرأي العام نحو قراءة مغايرة للواقع. 

هذه الممارسة أثارت موجة من التفاعل على مواقع التواصل، حيث اتهمه العديد من النشطاء بالتلاعب بالمعلومة واستغلال المآسي الاجتماعية لخدمة خطابات سياسية معينة.
وفي ظل حساسية الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، تتصاعد الدعوات إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية الإعلامية والأخلاقية، خاصة من طرف شخصيات عامة تحظى بمتابعة وتأثير واسع. فمثل هذه الممارسات لا تساهم فقط في تشويه الحقيقة، بل قد تؤدي أيضًا إلى تأجيج الاحتقان وتعميق فجوة الثقة بين المواطن والسلطة.
تبقى الحقيقة، كما وثقتها مقاطع الفيديو الكاملة وشهادات الأهالي، أن صوت المزونة كان صوتًا غاضبًا، يطالب بالكرامة والتنمية، لا مجرد صدى لخطاب سلطوي أو تأييد مجاني.