ثقافة و فن

تونس تسعى إلى إدراج ''البسيسة'' في قائمة التراث اللامادي لليونسكو

 تعتزم جمعية صيانة مدينة لمطة، التابعة لولاية المنستير ، عقد ندوة صحفية صباح يوم الثلاثاء 22 أفريل، بمقر المنظمة التونسية للتربية والأسرة بالعاصمة تونس، للإعلان عن تفاصيل الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان التراث الغذائي بلمطة.

تقام هذه الدورة تحت شعار "إدراج البسيسة ضمن قائمة التراث اللامادي لليونسكو"، في إطار الاحتفاء بالتراث الغذائي التونسي الأصيل، وتسليط الضوء على البسيسة كمكوّن تراثي يجمع بين العمق التاريخي والإبداع المحلي.
ومنذ انطلاقه سنة 2000، أصبح مهرجان البسيسة في لمطة تقليداً سنوياً يُنظم ضمن فعاليات "شهر التراث"، الممتد من 18 أفريل إلى 18 ماي. ويتضمن البرنامج مسابقة وطنية لاختيار "أفضل أكلة بسيسة" في تونس، مما يعكس تنوّع طرق تحضيرها وغناها الثقافي.
البسيسة: أكلة ضاربة في جذور التاريخ
تُعرف البسيسة بأسماء عديدة مثل الروينة، الزميتة، الرغيدة، السويقة، الغريضة أو الحويسة، باختلاف المناطق والثقافات. وتجمع كل هذه التسميات حول مبدأ واحد: أكلة بسيطة تُحضّر من الطحين ومكوّنات طبيعية أخرى، وهي جزء من المطبخ التقليدي في تونس، ليبيا، الجزائر، وحتى بين يهود المشرق.
تعود جذور هذه الأكلة إلى العصور القديمة، فقد عرفها الرومان والقرطاجيون والبيزنطيون، واستمرت في الوجود لتصبح عنصراً غذائياً لا يكاد يخلو منه أي بيت، سواء كان فقيراً أو غنياً.
تُحضر البسيسة من مكونات مثل الحلبة، العدس، الحمص، القمح أو الشعير، وتُقلى هذه الحبوب وتُطحن حتى تتحوّل إلى طحين. يمكن إثراؤها بتوابل وأعشاب مختلفة، وتُستهلك إما بشكل سائل بعد خلطها بالماء أو الحليب، أو على شكل عجينة بمزجها بالزيت أو العسل، وغالباً ما تُؤكل مع الخبز أو الفواكه الجافة مثل التين والتمر.
وكان المسافرون في الماضي يتزوّدون بها نظراً لقيمتها الغذائية العالية وسهولة حفظها وحملها، ما يجعلها بحقّ أكلة تراثية تمثل جزءاً من هوية الشعوب المغاربية.