ثقافة و فن

الفيلم التونسي''دبوس الغول'' تحت نيران الرقابة المجتمعية

 في أعقاب الضجة التي رافقت تداول مشاهد من فيلم "دبوس الغول"، نشر الممثل التونسي محمد مراد على حسابه في منصة إنستغرام عبّر فيها عن أسفه واعتذاره لكل من رأى في أحد المشاهد إساءة للمعتقدات الدينية، مؤكداً أنه لم يكن يقصد أي مساس بالمقدسات.

الجدل، الذي اندلع فجأة بعد عرض الفيلم على إحدى المنصات الإلكترونية رغم صدوره الأول في عام 2021، أثار سلسلة من الانتقادات الحادة، ليس فقط تجاه الفيلم بل طالت أيضاً الممثلين المشاركين فيه. وقد انقسمت الآراء بين من اعتبر مشهدًا بعينه تجاوزًا للخطوط الحمراء، وبين من تساءل عن الأسباب الحقيقية وراء استهداف العمل في هذا التوقيت بالذات.
عدد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ذهبت إلى حدّ اتهام العمل بـ"تجسيد المقدسات" و"التطاول على الرموز الدينية"، في حين استهدفت أخرى أداء الممثل جمال ساسي، رغم عدم وضوح دوره بشكل كافٍ في الإعلان المتداول.
ورغم ذلك، فإن كثيرين أشاروا إلى أن الفيلم قد مرّ مرور الكرام عند صدوره قبل نحو أربع سنوات، دون أن يثير الضجة ذاتها، ما يطرح علامات استفهام حول التوقيت والدوافع الحقيقية وراء هذه الحملة.
في المقابل، اعتبر آخرون أن ما يحدث هو محاولة ممنهجة لتشويه عمل فني ومحاصرة حرية التعبير، واستهداف للممثلين بحملات تشويه شخصي لا تخلو من المبالغة وربما التجييش المقصود.
وسط هذه التجاذبات، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة الفن على مناقشة القضايا الحساسة دون الوقوع في فخ التأويلات المتشددة، وحول حدود حرية التعبير في مواجهة الرقابة المجتمعية التي باتت تُمارَس أحياناً باسم الدين، وأحياناً باسم حماية "الثوابت".