تشهد أسواق تونس في موسم الزقوقو لعام 2025 ارتفاعًا في الأسعار، حيث تتراوح الكيلوغرام الواحد بين 50 و53 دينارًا في مناطق الإنتاج، خاصة في معتمدية مكثر بولاية سليانة.
ويأتي هذا الارتفاع نتيجة تراجع صابة هذا العام بسبب التغيرات المناخية، نقص المياه، تقلص مساحات الغابات نتيجة الحرائق، وتأخر إصدار رخص جمع الزقوقو.
ويلاحظ المستهلكون اختلافًا في جودة الزقوقو بين المنتج المحلي والمهرب، حيث يتميز المحلي بلونه الأسود وحجمه الصغير، بينما يميل المهرب إلى اللون الأحمر ويكون أكبر حجمًا.
وينصح خبراء السوق المستهلكين بالتحقق من مصدر المنتج وجودته قبل الشراء لضمان الحصول على زقوقو أصيل وصالح للاستهلاك.
و في نفس السياق ،قال عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، طارق المخزومي، إنّ الارتفاع المسجّل في أسعار مادة "الزقوقو" خلال هذا الموسم يعود بالأساس إلى ظروف إنتاجية صعبة وتحولات مناخية مؤثرة، فضلًا عن تبعات اجتماعية تعيشها العائلات الفلاحية المنتجة لهذه المادة، خاصة في مناطق الشمال الغربي.
وأوضح المخزومي، في تصريح لـ"الجوهرة أف أم"، أنّ "الزقوقو"، المعروف بقيمته الغذائية والرمزية، يمر عبر مراحل إنتاج تقليدية مرهقة تتطلب تنقّل العائلات، ولا سيما النساء، من مناطق مثل السرس وقعفور إلى ولايات الإنتاج كباجة وبنزرت وسليانة، حيث يقمن في ظروف بدائية تحت الخيام ووسط تضاريس وعرة، ولمدة قد تتجاوز الشهرين بين أكتوبر ونوفمبر.
وأضاف أنّ هذا النمط الموسمي للإنتاج يخلّف انعكاسات اجتماعية سلبية، إذ تضطر النساء إلى ترك أبنائهن وراءهن، وهو ما يتسبب أحيانًا في انقطاعهم عن الدراسة، مشيرًا إلى أنّها "إشكالية اجتماعية حقيقية لا يمكن تجاهلها".
وعن الأسعار، أكد المخزومي أنّ ثمن الكيلوغرام الواحد من "الزقوقو" يتراوح حاليًا بين 50 و53 دينارًا في مناطق الإنتاج، مقابل حوالي 50 دينارًا خلال الموسم الماضي، معتبرًا أنّ هذا الارتفاع "طبيعي"، نظرًا لتقلص الكميات المنتجة بسبب التغيرات المناخية وشح الأمطار والحرائق التي تشهدها الغابات، إلى جانب تأخر منح التراخيص الإدارية الذي عطّل انطلاق الموسم. كما لفت إلى أنّ ارتفاع تكاليف النقل من مناطق الإنتاج إلى الأسواق ساهم بدوره في زيادة الأسعار.